«الرحمة» صفة من صفات الخالق عز وجل، غرسها فى النفوس، لتشمل كافة الكائنات الحية، وذكرت فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم، لكنها انتزعت من قلوب البعض، أو تم تجاهلها لأسباب مختلفة، فانتشرت سلوكيات سلبية فى المجتمع، مثل العنف والقبح والتشويه.
تحت شعار: «الرحمة بالإنسان والحيوان والنبات»، انطلقت حملة توعية فى الحى العاشر بمدينة نصر، بالتنسيق بين المجتمع المدنى والهيئة العامة للخدمات البيطرية، وعنها تقول دينا ذوالفقار، الناشطة فى مجال حقوق الحيوان، وأحد القائمين على الحملة: «الرحمة ثقافة كاملة، لا تفرق بين الإنسان أو الحيوان أو النبات، والرحمة أساساً صفة إنسانية، ولا يمكن أن نطالب برحمة للحيوان، ولا توجد رحمة بالإنسان والنبات، فهى منظومة متكاملة وضعها الخالق عز وجل، ومن يمارس أى عنف تجاه أى كائن حى يعانى من اضطراب نفسى».
الحملة بدأت منذ أيام، بحسب «ذوالفقار»، وتطالب بانضمام المهتمين من حى مدينة نصر: «نزلنا الشارع لنرى المشكلات على طبيعتها، ولأن الأحياء لا توفر سلات مهملات فى الشوارع، كانت أول مشكلة لمسناها انتشار القمامة والمخلفات، لذلك فكرنا فى إعادة تدوير الكرتون، وتدوين عبارات عليه للحث على النظافة».
تهدئة السرعة حفاظاً على الأرواح، هو ما طالبت به الحملة، وفقاً لـ«ذوالفقار»، من خلال لافتات تم رفعها فى الشارع، بألا تتجاوز السرعة عن 40كم فى المناطق السكنية، وللحد من وباء «كورونا»، تم توزيع ماسكات للوجه على المواطنين فى الأماكن المزدحمة، ولم تغفل الحملة أيضاً الرحمة بالحيوان، وطالبت بعدم التعرض لكلب شارع أو غيره بأى شكل من أشكال الإيذاء مثل إلقاء الطوب.
«ذوالفقار» اعتادت القيام بهذا الدور فى منطقتها السكنية «بالزمالك» منذ سنوات عديدة، من خلال الوجود فى الشارع، ورفع لافتات تطالب بـ«لا لإلقاء القمامة، ارتدى الكمامة حماية لك ولأسرتك، هدئ السرعة، لا تجرى إن رأيت كلباً وامشى بهدوء»، لكنها قررت مؤخراً الخروج لمناطق أخرى، وفوجئت بردود الفعل الإيجابية: «الناس متجاوبة جداً»، الأمر الذى شجعها على مواصلة الحملة. وتتمنى «ذوالفقار» انتشار الحملة وتطبيقها فى مختلف المناطق على نطاق الجمهورية: «اعمل خدمة مجتمعية فى مكانك، ودون تكلفة، مجرد كرتون ودبوس ننشر المفاهيم الإيجابية»، الأمر الذى يتفق مع الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة 2030، ومبادرة «اتحضر للأخضر».
تعليقات الفيسبوك