من يتابع النتائج التى حققتها مصر، بقيادة رئيسها عبدالفتاح السيسى وصبر وتحمُّل شعبها، يدرك أن ما تم لا يمكن أن يكون بهذه النتائج المتعاظمة دون خطة مسبقة ومحكمة حوّلت كل نقاط الضعف التى أرادها أعداء مصر إلى عوامل قوة جعلت من مصر حجر الزاوية للمنطقة.
الجولة التى قام بها مدير مكتب الرئيس السيسى سابقاً، ومدير المخابرات العامة حالياً، اللواء عباس كامل فى غزة وطرابلس، وما صاحبها من زيارات سياسية وعسكرية فى أفريقيا والمنطقة العربية، تؤكد أن القيادة المصرية تحمل مشروعاً كبيراً لمصر والمنطقة يرتكز على الحكمة والذكاء، ويصبو للاستقرار والازدهار عبر بوابة السلام الذى لا يصادر حقوق الشعوب.
للأسف اعتقد من لا يعرف مكانة مصر أن الدولة المصرية قررت الانعزال تحت شعار لا يليق بها «مصر أولاً» من خلال اهتمام الدولة بالبناء وشبكات الطرق والزراعة والأحياء الجديدة ومعالجة العشوائيات والعاصمة الجديدة، مما أوحى للبعض أن مصر قررت الانكفاء، وشعر محبو مصر بخفقان متسارع فى القلب حباً وخوفاً.
لكن غاب عن هؤلاء الموقف المصرى الاستراتيجى فى سوريا، والتوجهات الاقتصادية نحو الأردن والعراق، وضبط الخصومة بمنطق الكبار مع أنقرة والدوحة، فى شواهد كثيرة تؤكد أن القيادة المصرية تمتلك رؤية شاملة نحو مصر ودورها رغم كل تعقيدات الإقليم.
ظهر ذلك بوضوح بسرعة التحرك المصرى فى الملف الفلسطينى والموقف المتقدم حيال العدوان على القدس وغزة، الأمر الذى أشعر الفلسطينيين بوجود سند حقيقى يسعى لتحقيق المصالح الكبرى للشعب الفلسطينى، رغم «مصيبة الانقسام» لأن الأيام أثبتت أن التقديرات المصرية سليمة لترتيب الوضع الفلسطينى، بداية من مصالحة داخل حركة فتح، المكون الرئيسى لمنظمة التحرير، ثم مصالحة جامعة لكل الأطراف الفلسطينية، وصولاً لقيادة موحدة قادرة على الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء حقبة المفاوضات بحل سياسى يدعمه العالم ويساهم فى تنفيذه.
الخلاصة أنه رغم الحواجز التى وضعتها الجائحة الصحية فإن القاهرة أصبحت وجهة العالم لصناعة الاستقرار، وأملاً صادقاً لشعوب المنطقة التى تطحنها الحروب والأزمات.
* مدير مكتب حريات للصحافة والإعلام - فلسطين