واستكمالاً للمقال السابق حول الدولة تلتفت لسدر عيون موسى، حيث إن المحاور الأساسية للتطوير: محور التنمية العمرانية، من حيث المناطق السكنية وجذب السكان للعمل والمعيشة فى هذه المنطقة الواعدة الخالية من التلوث، حيث تمتلك الهواء والشمس اللذين يمكن الاعتماد عليهما فى توليد الطاقة النظيفة، بحيث تصبح مدينة خضراء، ومحور التنمية السياحية بما تتميز به من خصائص سياحية لجميع أنواع السياحة العالمية (علاجية - دينية - ترفيهية - ألعاب مائية، ورياضات شاطئية)، ومحور التنمية الزراعية؛ استغلال المساحات الشاسعة للزراعة التى تقوم على المياه القليلة، واستخدام مياه الآبار والأمطار والسيول، ومحور تطوير التعليم؛ عمل تخطيط لصرح تعليمى ضخم بمنهج عالمى لجذب دول العالم لإرسال أبنائها للتعلم فيه، ومحور التنمية الصناعية فى منطقة منعزلة عن المدينة فى أبوزنيمة، التى تمثل صرحاً صناعياً واعداً مستقبلاً.
يجب أن تكون منطقة رأس سدر عاصمة للسياحة العلاجية فى الشرق الأوسط لتنافس العديد من الدول المشهورة والمميزة فى هذا المجال، والرياضات والألعاب المائية وللعمارة الخضراء، والسياحة التاريخية من خلال عيون موسى وحمام فرعون ويتحقق ذلك من خلال: الاهتمام بالحصر والتخصيص للعيون الكبريتية والآبار بدءاً من عيون موسى ومروراً بعيون الفرود وحتى حمام فرعون، وضع خطة استثمارية لمواقع إنشاء المستشفيات ومراكز العلاج الطبيعى ومراكز الاستشفاء بجميع أنواعها، والاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة، وزراعة الغابات ونباتات الجو «جوبا والجتروفا» باستخدام مياه الصرف الصحى المعالجة والمياه ذات الملوحة العالية، وإنشاء مطار عالمى ومارينا ومرسى لليخوت، وتخصيص الشواطئ اللازمة لممارسة الرياضات المائية، وضع مخطط تفصيلى للمنشآت الفندقية المطلوبة لاستيعاب 5000 غرفة.
رأس سدر عاصمة وسط سيناء، ويعتبر مثلث فيران - نخل - سدر هو المثلث التنموى المقترح تنفيذه معتمداً على قطاعى السياحة والزراعة كقاطرة للتنمية وسط سيناء، وفضلاً عن استيعاب تلك المنطقة لعدد لا يقل عن 2 مليون نسمة إذا ما تم تطوير السياحة والشواطئ ومصادر المياه، فإن عناصر التنمية بمنطقة رأس سدر تشير إلى أنها مدينة قادرة على تنمية المنطقة بالكامل.
واحتیاجات رأس سدر كمركز للتنمية فى وسط سيناء قد يكون مفيداً دراسة توصيل فرع من ترعة السلام إلى منطقة وسط سيناء يتكامل مع دور مدينة رأس سدر بما يحقق التنمية الزراعية لزراعة عضوية نظيفة خالية من الكيماويات، خاصة الخضر والفاكهة وليس المحاصيل التقليدية، وورش وصناعات متوسطة لأخشاب الجريد، وتصنيع الزجاج والصناعات المعدنية ومواد البناء، والاستفادة من الصناعات اليدوية، ونقلد تجربة تونس والمغرب فى تصدير المنتجات اليدوية التقليدية، والتوسع فى زراعات الزيتون والنخيل وإنشاء مصنع وعصارات للتعليب والتصدير، وإنشاء ورش إصلاح السفن وصيانة للمنشآت والقوارب (كما يمكن لساحل رأس سدر أن يضاهى مناطق تخزين السفن بالهند التى تعتمد على المد والجزر)، وإنشاء ورش لصناعات تدوير المخلَّفات الناتجة عن كل مدن جنوب سيناء والمنشآت السياحية بها، وتخصيص منطقة للاستثمار فى تربية الإبل والاهتمام بسياحة سباق الإبل المنتشرة بالإمارات والسعودية.