لافتة غريبة، ربما إذا مررت من أمامها ستوقفك للحظة، لتسأل عن سبب وجودها، اللافتة معلقة على أحد المنازل، كُتب عليها «دار المهدي المنتظر»، رفقة اسم صاحبها ورقم هاتفه المحمول، بمركز قطور محافظة الغربية.
حيث ادعى «م. م. ح» محفظ للقرآن الكريم، ويقيم بمركز قطور، أنه المهدي المنتظر، وأن المسيح الدجال ظهر له في المنام، وبعد انتشار اللافتة وما يدعيه الرجل، ألقت الأجهزة الأمنية أمس، القبض عليه، بتهمة الترويج لأفكار مغلوطة عن الدين الإسلامي.
وقبل إلقاء القبض عليه بفترة لا تقل عن 24 ساعة فقط، كان محمد عرفة، أحد أهالي القرية، ومعه صديق له، جالسيّن معه، يحاولان أن إبعاده عما يفعله ويواجهانه ويقوما بتوعيته وينصحانه أن ذلك يتعارض مع الدين الإسلامي، وأن أفعاله وما يقوله من الممكن أن تؤدي إلى القبض عليه.
قبل القبض عليه.. لقاء «عرفة» مع المدعي بأنه المهدي المنتظر
يحكي «عرفة» لـ«الوطن» لقاءه هو وصديقه مع المُدعي أنه «المهدي المنتظر» قائلًا أنهم قابلوه عند الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، وقت أن انتهى «عرفة» من عمله، فذهب إليه، وفوجئ بخروجه من الدار حاملًا سيجارة في يده ويقوم بتدخينها: «فوجئنا بالمنظر اللي قدامنا، قولناله يا شيخ محمد المفروض على حسب كلامك إنك المهدي المنتظر، فمينفعش يطلع بسيجارة، لازم يكون راجل الناس بتحبه فيه صفات حسنة، مش ماشي بسيجارة».
سأله الشاب عن سبب تدخينه للسجائر على الرغم من أنها تضر بالصحة وحرام شرعًا، فرد: «دي حاجة بشرية والإنسان بيغلط ودي أخطائي»، وعندما سألاه عن التغيير والخير الذي من المفروض أن ينتشر على يده، قال: «مش دلوقتي، لسه كمان شوية».
مواجهة بالقرآن.. وردود غير منطقية
حاول «عرفة» وصديقه مواجهته بالقرآن، فلم يقتنع، وكان يرد عليهما بأحاديث ضعيفة لا أصل لها: «كان بيرد بشكل طبيعي يعني مش تعبان نفسيًا، ده واعي، بس أحيانًا كان بيتجلل كده وهو بيرد علينا ومش بيعرف يرد كويس»، وسأله الشابان عن المسيح الدجال، فكان الرد مفاجأة لا يتوقعه عقل: «قال لنا هو في الغربية وراجل غلبان وعايش في مركز من المراكز اللي جنبنا، بس الناس اللي تبعه هما اللي أقوياء ومش هقدر أعمل حاجة معاهم، ولما سألناه ليه اتجلجل في الكلام ومعرفش يرد».
مرات عديدة حاول خلالها الشابان توعية الرجل، مشيرين إلى أن ما يفعله خاطئ ومن الصواب أن يساهما بتغييره، فرد: «قال أنا مش بعمل حاجة غلط ودي حاجة وأمر ديني، أنا لا بسرق ولا بنصب ولا بقول حاجة غلط، قولناله بالنسبة للدين بتاعنا ده حرام، فرد وقال دي وجهة نظري واللي انتوا شايفينه».
بحسب ما قاله «عرفة»، فهذا الشخص كان شيخًا لأحد المساجد بمركز قطور وكان يقوم بتحفيظ القرآن الكريم للأطفال الصغار، وعندما أُغلق الكتاب بسبب ظروف فيروس كورونا، قام بوضع هذه اللافتة على منزله منذ 4 شهور تقريبًا.
تعليقات الفيسبوك