عبر صفحته على (فيس بوك)، رد الإخوانى كمال الهلباوى المقيم فى لندن منذ سقوط حكم الجماعة الإرهابية، على المقالين الأخيرين اللذين كتبتهما تحت عنوان (حشائش ضارة فى المجلس القومى).
قال الهلباوى إن المجلس القومى لحقوق الإنسان يضم العديد من القيادات المصرية مع اختلاف انتماءاتهم، وإن تقارير المجلس الوطنى كهيئة استشارية مستقلة ومتوازنة فى مجالها، ومنها تقرير فض رابعة، وإن المجلس يدافع عن الوطن فى مجاله فى المحافل الدولية المعنية رغم بعض ممارسات الأجهزة الأمنية التى تتنافى مع حقوق الإنسان الأساسية.
قال الهلباوى أيضاً إن كلامه عن (الإمام البنا) ليس جديداً وله عشرات المقابلات التليفزيونية والمقالات المنشورة ومنها (جريدة الوطن) عن البنا، وإنه يراه من أعظم شخصيات القرن الماضى الإصلاحية وفى تاريخ مصر الحديث كله، وأشار إلى أن الرئيس جمال عبدالناصر زار قبر البنا وعاهده بأن يواصل العمل بمبادئه.
وقال الهلباوى إنه استقال من «الإخوان» منذ ٢٠١٢، لأسباب واضحة بعضها لا يزال قائماً حتى اليوم، وقبل دمغهم بالإرهابية بل كانوا على أبواب حكم مصر وليتهم ما حكموها. وقال أيضاً إنه استقال من المجلس القومى لحقوق الإنسان منذ سفره للعلاج فى لندن.
وليسمح لى الهلباوى بأن أقول له إن التنوع فى الأفكار والاتجاهات فى تشكيل المجلس القومى لحقوق الإنسان يستهدف بالأساس تمثيل كافة أطياف وفئات المجتمع (بشرط) عدم استغلالهم لمنصته لغايات حزبية أو للدفاع عن أفكار ومصالح خاصة تحت ستار حمايته لهم، وهو ما تكرر من بعض من وصفتهم بالحشائش الضارة، ولدىّ المزيد من الوقائع الموثقة عن الخلل فى السلوك، وفساد الممارسة وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، وسأكتفى هنا برواية واقعة محددة حدثت أثناء عرض المجلس لتقرير تقصى الحقائق حول فض اعتصامى رابعة والنهضة (الذى تتفاخر به)، حيث انتظر بعضكم بدء المؤتمر الصحفى لينتفضوا صارخين ومنددين بالتقرير متهمين فريق العمل الذى عمل عليه بعدم الحيادية والانحياز لرواية الحكومة، بل اصطحبوا عدداً من الصحفيين والقنوات الفضائية خارج القاعة ليعقدوا مؤتمراً صحفياً مناوئاً ومهاجماً للتقرير لإفساد ما ورد به من حقائق موثقة.
فهل ما زلت تذكر ما فعلت يا هلباوى أم أن الذاكرة مالت بك إلى حيث تهوى؟
أما ما ذكرته عن زيارة عبدالناصر لقبر البنا، فدعك من نزع الواقعة من سياقها، لكنى أستحلفك بالله يا شيخ، هل تصدق ما قلته إن «ناصر» عاهد «البنا» بأن يواصل العمل بمبادئه؟
وأرجوك يا أستاذ هلباوى لا تزايد علينا باستقالتك من «الإخوان» لأنك تعلم أنك كبناوى لم تستطع مقاومة سيطرة القطبيين، ولم يكن أمامك سوى الانسحاب الذى تسميه استقالة! كما أرجوك ألا تدعى استقالتك من المجلس القومى لحقوق الإنسان، لأنك ما زلت عضواً به، وأمام القضاء أكثر من دعوى لإقالتك من عضويته، وعافاك الله من المرض الذى تعالج منه فى لندن منذ ثمانى سنوات، حتى تعود لأرض الوطن بدلاً من إطلالتك عليه عبر قناة مكملين.
بالمناسبة أذكرك بهلباوى آخر هو إبراهيم الهلباوى باشا، وكيل نيابة محكمة دنشواى، عاش بعد الحادث لأكثر من ثلاثين عاماً ذاق خلالها الذل والهوان من المصريين الذين قابلوه بالكراهية فى كل مكان، رغم تبرير موقفه بأن قبوله القيام بدور المدعى العام قد مكَنه من صد المحاولات الإنجليزية التى استهدفت تضخيم الحادثة.
عباس العقاد وصف الهلباوى باشا بأنه «كان ذا ذلاقة لسانٍ لا تطيق نفسها ولا تريح صاحبها»، ويكاد الوصف ينطبق عليك تماماً.