القبعة هى قطعة، عادة من القماش، تغطى الرأس، لها عدد من الوظائف والمهام منها الحماية أو تحقيق الجمال، أو حتى لأغراض دينية. والقبعات أشكال وألوان منها قبعة البيسبول الشهيرة، ذات المنقار الطويل. وقبعة «أكوبرا» الأسترالية شبيهة تلك الخاصة برعاة البقر الأمريكيين. و«الأوشانكا» الروسية المصنوعة من الفرو وبها أجزاء يمكن أن تنسدل فوق الأذنين. و«الكيباه» اليهودية الشهيرة. وفى منطقتنا لدينا «العمامة»، التى هى وشاح طويل ملفوف حول الرأس. و«الشماغ» وهو قطعة قماش مزخرف بألوان كثيرة، أشهرها اللون الأبيض مع أحد اللونين الأسود أو الأحمر.
فى زمن لا أعلمه، ولكن أعلم أنه موغل فى القدم، نشأ لدى الإنسان معتقد غريب يفيد أن قوته فى شعر رأسه (وقيل إن الشيطان يدخل للإنسان عبر شعره)، وبناء عليه لا يمكن أن يظهر الشخص بشعره فى حضرة الخالق، ومن هذه النقطة بالتحديد انطلق البشر يعالجون الأمر كل على طريقته الخاصة؛ البعض أراحوا أنفسهم من التعب فحلقوا رؤوسهم تماماً (مثل: أتباع الطائفة البوذية)، وآخرون تطرفوا على الجانب الآخر فحرموا قص الشعر وغطوه طوال الوقت (مثل: مريدى طائفة السيخ).
حديثاً تمت تغطية الشعر بآخر مستعار (مثلما فعلت بعض الممثلات فى مصر)، وهى عادة ابتدعها فى الأصل القضاة الإنجليز منذ عدة قرون (وانتهت بالمناسبة عام 2008 من المحاكم المدنية والعائلية مما وفر لإنجلترا 300 ألف جنيه إسترلينى سنوياً).
أما من قرروا تغطية الشعر «بدوام غير كامل» فقد تفننوا فى الأمر حتى صارت أغطية الرأس رموزاً قومية؛ طربوش عثمانى، وعِقال خليجى، وقبعة «كاوبوى» أمريكانى وهكذا. وكل الفئات تقريباً لها قبعاتها الخاصة بها؛ بدءاً من قبعة الطباخ الطويلة، وحتى قبعة الملك القصيرة، التى تسمى «تاج». والقبعات العادية تصبح مضحكة فى غير سياقها (مثل: ارتداء قبعة الخريجين فى الشارع). أما القبعات المضحكة فقد تتحول فى غير موضعها إلى عار (مثل: الطرطور).. وحتى فى عالم الخيال ظل البحث عن القبعات مستمراً عبر فكرة قبعة تقرأ الأفكار. أو أخرى تخفى الإنسان.
تقوم القبعة بتحديد واحتواء منطقة الرأس ومن ثم حصر العقل، ولأن الإبداع هو كسر القيود، فكان خلع الرجال للطربوش مثلاً رمزاً للتحرر (مثل خلع النساء للبرقع).
لا يمكن أن نصل لمكان آمن إذا اعتمدنا على قبعة واحدة أياً كان شكلها، لكن علينا أن نتحرر من كل القبعات ولا نثبت على إحداها. نحتاج لارتداء قبعات وهمية ملونة تحدث عنها عالم النفس المالطى «إدوارد دى بونو» (مؤلف أكثر من سبعين كتاباً، ومبتكر مصطلح «التفكير الإبداعى»، ومستشار كبريات الشركات العالمية). «دى بونو» قدم أطروحته «قبعات التفكير الست» وهى أنماط مختلفة للتفكير الإبداعى شُبهت بالقبعات وهى: القبعة البيضاء للتفكير الحيادى، والحمراء للعاطفى، والسوداء للحذِر، والصفراء للإيجابى، والخضراء للإبداعى، والزرقاء للتفكير الموجه. نحتاج لتلك القبعات الملونة؛ لأن أصل المشكلة هى غياب الإبداع والخيال وليس غياب أو حضور القبعات.