دول العالم بدأت ترتبك من جديد فى مواجهة «متحور دلتا»، وصوت منظمة الصحة العالمية بدأ يعلو بالتحذير من كورونا وتحوراته. وأشار مدير المنظمة «تيدروس أدهانوم» إلى أن أربع نسخ جديدة مختلفة ظهرت من الفيروس، وهو عدد مرشّح للزيادة.
خلال الأسبوع الماضى وحده، تم إبلاغ المنظمة عما يقرب من 4 ملايين إصابة فى دول العالم المختلفة بمتحور دلتا، وهناك مؤشرات على أن إيقاع انتشاره يزيد بصورة متسارعة.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية، حذّر كبير المستشارين الطبيين بالبيت الأبيض «فاوتشى»، من الفيروس الجديد. وذكر أن «المتحور» يختلف اختلافاً كبيراً عن فيروس كورونا الأصلى، الذى كنا نتعامل معه، وعلا صوته بالتحذير من قدرة الفيروس المتحور على الاختراق، وامتد تحذيره إلى من حصلوا على التطعيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، ونصحهم بضرورة الالتزام بالكمامة فى الأماكن الخطرة التى ترتفع بها معدلات التزاحم.
طبعاً أوضاع التطعيم تختلف من دولة إلى أخرى.. معدلات التطعيم فى الولايات المتحدة تتجاوز الـ5 ملايين مواطن فى اليوم الواحد، وفى بريطانيا صرح مسئولون صحيون هناك بأن نسبة التطعيم تتجاوز 70% من سكانها. لم يعلن فى مصر عن نسبة التطعيم، لكن ثمة مؤشرات كثيرة تقول إنها محدودة للغاية، قياساً إلى عدد السكان.
وظنى أن مصر وغيرها من الدول التى تتشابه معنا فى الظروف مطالبة بالحذر الشديد من الموجة القادمة من الفيروس (موجة الخريف). فالواضح أنها تختلف اختلافاً كبيراً عما سبقها من موجات، سواء على مستوى القدرة على الانتشار أو الاختراق بالعدوى.
متحور دلتا ينتشر من دولة إلى أخرى، وبيانات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنه انتشر فى 132 دولة، وبعض هذه الدول حاول جهد طاقته منعه من الدخول إلى مواطنيها، من خلال اتخاذ إجراءات شديدة الصرامة، فكيف يكون الحال بالنسبة لبعض الدول التى لم تتشدّد فى الإجراءات خلال الموجة الثالثة من موجات كورونا؟
نحن كشعب نحب «البحبحة» والترخّص، وفكرة الاحتياط لا تشغلنا كثيراً، ويمكنك أن تتأكد من ذلك من مراجعة صور التزاحم على الشواطئ خلال الأيام الماضية، وهو تزاحم من المتوقع أن يزيد خلال الأسابيع القادمة بعد الانتهاء من امتحانات الثانوية العامة، يعنى قبل شهر سبتمبر المقبل الذى قد يشهد انطلاق الموجة الجديدة من كورونا، كما حذّر عدد من مسئولى الصحة فى مصر.
وليس هناك خلاف على حالة الإرهاق التى أصاب بها الفيروس اقتصاديات الدول المختلفة، خصوصاً الدول التى تعانى فى الأصل من مشكلات اقتصادية فاقمت الإجراءات الاحترازية منها، لكن يبقى أن الحفاظ على الروح الإنسانية مسألة مهمة.
نحن بحاجة هذه المرة إلى قدر أكبر من التخطيط والإعداد المسبق لمواجهة الخطر القادم، وقد حكيت لك عما عانته -ولم تزل تعانيه- دولة مثل تونس نتيجة انتشار متحور دلتا بين أهلها.
العالم فى مواجهة كورونا يتعامل مع فيروس استثنائى.. فتحوراته وتقلباته وقدرته على المراوغة تثير من جديد أسئلة حول طبيعة هذا الفيروس وظروف نشأته أو إنشائه!