ليس المقصود بصحبه هؤلاء المتنازعين على حزب النور، بل أقصد ثلاثة سلفيين اجتمعوا فى أسبوع واحد ضيوفاً على برنامج العاشرة مساء الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، وبذلوا جهداً يُحسدون عليه فى محاولة صرف الناس عن الله باسم الدين!.
أول الثلاثة محمد نظمى الأثرى الذى عدد فى الحلقة نصوصاً أثبت جهلاً من خلالها أن حزب الدستور قام لمحاربة الإسلام، ونشْر الكفر، ولذا يحرم الانضمام إليه (يلاحظ أن جماعة الإخوان رحبت بدخول هذا الكفر للحياة السياسية).
ثانيهم شريف السلفى، أشهر دعاة مطروح؛ حيث أثبت فضل التداوى ببول الإبل، وعارض بفهمه الخاص ما وصل إليه الطب، ويأتى اثنان من شيوخ الكبد هما هشام الخياط وجمال شيحة ليتحدثا عن حالات كثيرة حدث لها فشل كبدى حاد بسبب بول الإبل، ويرى المشاهد منظراً يثير الاشمئزاز لنساء فقيرات يشربن البول، والسلفى يقول: هذا من السنة، والمتخصصون يقولون: إياكم إياكم، والمشاهد يقول: بأيهما أكفر: بسنة السلفى أم بأبحاث الأطباء؟
ثالثهم هو د. ياسر برهامى، حيث تعمد الكذب أكثر من عشرين مرة فى حلقة واحدة، وهو يصر أنه اتصل بشفيق ولم يزره بمنزلة، ثم يعترف ويتحجج بأن الإبراشى منعه الفرصة.
والسؤال: هل هذه من الحالات التى يجوز فيها الكذب؟ والعجيب أن الإبراشى المعروف بعدم إعطاء الفرصة لضيوفه ترك المجال مفتوحاً عن آخره للدعاة الثلاثة، بل كان يقول لنظمى: هات ما عندك من آيات تحرم الانضمام للدستور، ويقول للأطباء: اتركوا الشيخ يشرح للناس فوائد البول، ويقول لبرهامى: أصدق أنك زرته فى منزله، لقد عرف الإبراشى من أين يؤتى الإسلاميون، وقدم لنا أنموذجاً لهم ما بين جاهل وعابث وكاذب.
مشكلة برهامى أنه الرجل الأول فى السلفية، والمخول لوضع دستور لمصر الحديثة، ويكتمل المشهد العابث حين يثور السلفيون على زيارته السرية لشفيق، ولا يثورون لجريمة الكذب عشرين مرة، ولا لجريمة الكذب فى تبرير الكذب، إنها جريمة مكتملة الأركان، كذب متعمد، يليه كذب لتبرير الكذب، يليه سكوت عن الكذب الذى هو أكبر المحرمات، يليه اعتراض على الزيارة التى هى من المباحات!!.
إن أكبر بضاعة يفتخر بها الإنسان فضلاً عن الدعاة «الصدق»، وإن اتهام الداعية بالكذب لا يقل فظاعة عن اتهام المرأة بالزنا، وكما أن اتهام العفيفة بالزنا يقتلها، فكذا اتهام الداعية بالكذب، ولقد قام الإبراشى باتهام برهامى بألفاظ صريحة واضحة بأنه: (كاذب كاذب كاذب) ومع ذلك أزعم أن برهامى أو أحداً من تياره لا يستطيع أن يتقدم ببلاغ ضد الإبراشى الذى هتك عرض شيخهم، واتهمه فى أعز ما يملك.. فى مصداقيته، ووقف قوياً صلباً كالأسد، ووقف شيخهم أمامه صاغراً منكسراً كالقط، لا لمزية عند الإبراشى، لكن لطبيعه حال الكاذب، والغرابة أن مقالاً على موقع برهامى يقول كاتبه زين كامل «إن برهامى يعدل أمة»!
كل ما هنالك من رد هو سيل من الاتهامات على الإبراشى بأنه كاره للدين، لكن من يجرؤ أن يتحرك للقضاء فى اتهامه لأكبر داعية سلفى فى عرضه؟ لا أحد. إن أحداً لا يتخيل أن يرى أمامه الإبراشى وهو يكذِّب أمثال الشعراوى أو عمر هاشم أو فريد واصل أو على جمعة أو الغزالى أو جيل الشباب كالجفرى ومعز مسعود، أظنهم يموتون خيراً لهم من أن يقفوا كالقطط أمام الإبراشى.
نعم.. تلك هى النماذج التى تتحدث باسم السلف، وتنفّر الناس من دين ربهم، ومن ها هنا تظهر بذرة الإلحاد.