جيران «مسنة أوسيم»: زوجها أخفى وفاتها خوفا من الوحدة وقدم لجثتها الطعام 4 أيام
صورة تعبيرية
على الرغم من أنها واقعة وفاة طبيعية، لسيدة مسنة فارقت الحياة على فراش نومها بعد أن غالبها المرض واستسلمت لهجماته العنيفة، إلا أن تفاصيل رحيلها كانت بطلة الأحداث التي جعلتها حديث رواد السوشيال ميديا.
واقعة رحيل «مسنة أوسيم» لفتت العديد من الأنظار إليها، بسبب اكتشاف وفاتها بعد أن فاضت روحها إلى السماء بأربعة أيام كاملة، حين جاء ابن زوجها لزيارتهما وتتبع رائعة العفن التي انبعثت من الطابق العلوي الذي كانت ترقد فيه العجوز، معلنًا أنها أصبحت جثة هامدة متعفنة.
العثور على جثة مسنة متعفة
خبر انتشر بسرعة البرق بين الجيران الذين يسكنون في قرية القراطيين التابعة لمركز أوسيم بمحافظة الجيزة، حين علموا بأن زوج المسنة المتوفاة صاحب الـ85 عامًا هو من أخفى خبر رحيلها بسبب رفضه لفكرة موتها وتركه بمفرده في منزلهما المتواضع المكون من طابقين، حيث تقاسما تفاصيل الحياة معًا على مدار 32 عامًا، وعاش معها قصة حب بعد بلوغه الخمسين وتقبل فكرة عدم إنجابها وفضل العيش معها رغم إلحاح أبنائه على انتقاله للعيش معهم في مدينة 6 أكتوبر، حيث يسكن أبناؤه الخمسة، بحسب أحد الجيران.
عجوز ينكر رحيل زوجته
كان يجلس الزوج الوفي في الطابق الأرضي من البيت، يعد وجبات الإفطار والغذاء لزوجته ثم يصعد عبر السلم وفي يديه الطعام والدواء يقدمها لزوجته ويطمئن عليها في فراش المرض، ثم ينزل ليكمل جلسته بمفرده على أمل أن تتعافى شريكة عمره سريعًا وتنزل لتؤنس وحدته وتحكي معه كعادتهما أمام البيت.
وجبات طعام لجثة هامدة
ظل يقدم العجوز لزوجته المتوفاة الطعام رغم رحيلها، يتركه بجوار السرير وينزل، فلم ينتبه لوفاتها بسبب إصابته بمرض الزهايمر؛ وفقًا للتقرير الطبي الذي أُجرى له عقب اكتشاف الواقعة، وأكد أحد الجيران أن العجوز كان يحب زوجته ويخاف عليها ولم يتقبل فكرة رحيلها لذلك أنكر وفاتها ولم يخبر أحد بأنها تحولت لجثة هامدة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية وغيبوبة سكر: «مقلش لحد فينا خالص إنها ماتت ولما ابنه جه يزوره رفض أنه يطلع لها فوق فابنه فهم وراح جاب باقي إخواته وطلعوا للست لما شموا ريحتها واكتشفوا إنها ميتة من 4 أيام».
عشرة العمر
تحكي «أم محمد» إحدى الجيران، أنها تزوجت في المنطقة قبل 36 عامًا وحضرت السيدة المتوفاة التي تدعى «كرم» بعد 4 سنوات وسكنت في المنزل المقابل لها، وتعرفت عليها حتى أصبحت جارتها المفضلة، تجلسان للحديث معًا بالساعات: «كل يوم كنت لازم أشوفها وأسلم عليها مغبتش عني غير آخر 4 أيام بس اختفت فيهم وعرفت بعد كده إنها ماتت فيهم».
مقطوعة من شجرة
وأكدت في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن العجوز المتوفاة ليس لها أحد: «مقطوعة من شجرة ملهاش ابن ولا بنت تحزن عليها وقرايبها ساكنين بعيد عن هنا»، مشيرة إلى أنها كانت ترسل أحفادها للجلوس معها أمام البيت حتى لا تشعر بالوحدة ثم تلحق بهم وتظل تحكي معها حتى يغالبها النوم: «كانت ست طيبة والكل بيحبها وحزنا عليها خاصة لما عرفنا إنها ميتة بقالها كام يوم ومحدش يعرف».
إبلاغ قسم شرطة أوسيم بالواقعة
تم إبلاغ مركز شرطة أوسيم بوفاة السيدة المسنة، من قبل ابن زوجها الذي اكتشف موتها بسبب انبعاث رائحة كريهة من المنزل أثناء حضوره لزيارة أبيه.
وتم تحرير محضر وأثبتت التحريات أن الوفاة طبيعية بسبب هبوط في الدورة الدموية.