تزامن الإعلان عن «داعش خراسان» مع التسجيل الصوتى الذى ألقاه المتحدث باسم «داعش»، أبومحمد العدنانى، بشأن التوسع الجغرافى فى مناطق فى أفغانستان وباكستان فى 26 يناير 2015، بعنوان «قل، موتوا بغيظكم!»، حيث ذكر أن الفرع الجديد سيكون برئاسة القائد السابق فى حركة طالبان الباكستانية حافظ سعيد خان.
فى عدد رقم 7 من مجلة «دابق» ذكر أن مسلحين من أقاليم نورستان وكونار وقندهار وخوست وغزنى وورداك وهلمند وقندوز ولوجار ونانجارهار، انضموا إلى التنظيم فى أفغانستان، إضافة إلى العديد من المقاتلين الآخرين من مناطق باجور وأوراكزاى وكورام ووزيرستان وخيبر فى باكستان.
ويضم تنظيم «داعش»، ولاية خراسان، نحو 2200 مقاتل مسلح، تتركز أعدادهم فى محافظة كونار الجبلية قرب حدود باكستان.
وترتبط «داعش» بجزء من طالبان الباكستانية، وهناك تداخل بينها وبين بعض المجموعات الموجودة فى كراتشى و(عسكر طيبة)، جماعة جيش محمد (جيش محمد)، و(حركة الجهاد الإسلامى).
وفى المناطق القبلية بوزيرستان كان يقود مجموعات «داعش» شهريار خان محسود، وأيضاً فى مهمند إيجنسى، وبرز اسم عمر خالد خراسانى، المسئول الأمنى السابق فى حركة طالبان باكستان؛ حيث بايع تنظيم «الدولة الإسلامية» مع عدد من قيادات طالبانية، كما ينتشر التنظيم فى منطقة باجور القبلية المجاورة لولاية كونار الأفغانية، ويوجد القائد الشهير مولوى فقير محمد، وفى منطقة ديره، شمال غرب باكستان، أعلنت مجموعة جند مبايعتها تنظيم الدولة؛ وهى مجموعة صغيرة منشقة عن طالبان باكستان، وأبلغ ناطقها الرسمى، فهد مروت، وكالة رويترز بالخبر، وتعهد بالعمل تحت إمرة الحركة.
بالنسبة لـ«داعش» أدت أسباب إلى تضخم أعداده واستمراره، ومنها:
1- شعر البعض بالإحباط لأن «طالبان» كانت تتابع المفاوضات مع الولايات المتحدة فى وقت اعتقدوا فيه أن الحركة كانت فى طريقها لتحقيق انتصار عسكرى، فانشق جزء كبير وانضم للتنظيم.
2- لم يكن لتنظيم داعش، على سبيل المثال، أن يتمكن من تجنيد تلك الأعداد من المقاتلين المحترفين من أصحاب الأفكار المتطرفة، خاصة من عناصر حركة «طالبان»، لولا الانقسامات التى نشبت داخل الحركة وأدت إلى خروج أعداد كبيرة من أعضائها انضموا فيما بعد إلى «ولاية خراسان»، نظراً لأنهم كانوا يبحثون عن البديل الأكثر تشدداً، فى رؤيتهم، وهو ما جعل التنظيم يعمل على تعميق هذا الانقسام، حتى يتمكن من جذب مجموعات أخرى من عناصر الحركة، على نحو انعكس فى ما جاء فى العدد 137 من مجلة «النبأ» الداعشية، فى يونيو 2018، والذى هاجم فيه الحركة واتهمها بـ«الضلال والابتعاد عن طريق الشريعة»، لقبولها إجراء مفاوضات والتواصل من القوى الدولية، حيث دعا عناصرها إلى الانضمام لـ«ولاية خراسان».
3- تبنى «داعش» دعوة الجهاد العالمى ضد غير المسلمين، فى وقت كانت تعبر فيه «طالبان» فى أغلب بياناتها عن تمرد قبلى محلى.
4- نجاح الجهاز الإعلامى لـ«داعش» فى طرح رؤية أن ما يجرى فى أفغانستان هو عبارة عن استبدال عملاء محليين بعملاء إسلاميين، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن «شويجو» قوله خلال مباحثاته مع نظيره الطاجيكى شير على ميرزو، إن «تصاعد النشاط الإرهابى فى أفغانستان، على خلفية الانسحاب المتسرع للقوات الأجنبية والتدهور السريع للوضع، يتطلب اتخاذ تدابير مناسبة».
وخلص تقرير للأمم المتحدة إلى أن «داعش» فى خراسان بدأ يستقطب مقاتلين من 25 ولاية أفغانية من أصل 34 ولاية، وأن منطقة وزيرستان الاستراتيجية يمكن أن تتحول إلى مركز الإرهاب فى العالم.