فتحة مخيفة عرضها على سطح الأرض 30 مترًا وعند القاع 116 مترًا، بعمق 112 مترا، موجودة في اليمن، واسمها بئر «برهوت»، تحيط بها الأساطير وخرافات الجن والغموض كما الرمال والصخور تماما، لدرجة أن استكشافها يبدو دربا من دروب الجنون، ورغم ذلك اقتحمها فريق من الجيولوجيين العمانيين ليكسروا ويحللوا كل ما يوجد حولها، سواء صخور أو خرافات.
الدكتور محمد بن هلال الكندي، 40 عاما، أحد أعضاء الفريق العماني مستكشف بئر «برهوت» الغامضة، المعروفة باسم «سجن الجن»، يقول لـ«الوطن»: «على وجه العموم، فريقي يهوى استكشاف الكهوف، ونحاول عدم ترك أي كهف أبدا.
الرغبة في توثيق الكهوف العربية علميا وإعطائها حقها في الوصف والاسم وذكر المخاطر وفرص الاستثمار السياحي لأهل المنطقة، هو الدافع الرئيسي وراء دخول الكندي وفريقه إلى بئر «برهوت»، غير أن «هذه البئر بالذات من ضمن الآبار التي تثير الشغف بحكم الأساطير التي تروى حولها».
آلية نزول الكندي ورفاقه إلى بئر «برهوت»
استكشاف البئر الغامض، الذي يروى عنه أنه مسكون بالجن وماؤه الذي يسيل من جوانبه شر ماء جاء على وجه الأرض، لم يستغرق سوى يوم واحد فقط، ويحكي «الكندي» الحاصل على بكالوريوس الفيزياء والجيولوجيا من اسكتلندا، «رغم أن البئر عميق وضخم، فإنها سهل تقنيا بالنسبة لمتسلقي الحبال، لأن النزول إليه عمودي مرة واحدة لا يحتاج تنقل من حبل لآخر في الطريق».
أغرب ما رآه الكندي وفريقه في بئر «برهوت»
لم يصادف الجيولوجي الحاصل على دكتوراه في الجيولوجيا من جامعة ليدز البريطانية شيئا غريبا في هذه البئر الموجودة في محافظة المهرة باليمن، إلا بعض الأشياء الجمالية، خاصةً ما يُعرف بـCave pearls أو لآلئ الكهوف التي يصفها الكندي بأنها «رغم نزولنا مئات الكهوف سابقا، ما رأيناها بذات الجمال الموجود في بئر برهوت».
كواليس استكشاف بئر «الجن»
كواليس استكشاف بئر «برهوت» ليست كما يبدو مليئة بمطارادات الجن ووحوش الأساطير التي تحيط به، بحسب محمد بن هلال الكندي، «ما كان في أي موقف مخيف أو مثير للقلق بالعكس، شعورنا دائما إنها حفرة من حفر الإذابة المتكونة من الصخور الجيرية ومثله مثل أي بئر آخر، ومقتنعين أن قصص الخرافات المنتشرة حوله خرافات».
أما عن ماء البئر، المتدفق من جدرانه الجيرية السميكة مكونا شلالات رائعة ومتباينة في الغزارة، يقول «الكندي»، الذي يعمل مديرا لمركز استشارات علوم الأرض في سلطنة عمان: «أنا شخصيا غير مقتنع بما يُقال، ولكني شربت من ماء البئر، وهو ماء عذب جدا وأخذت منه عينات للتحليل والفحص».
تعليقات الفيسبوك