رغم هذا الاهتمام غير المسبوق من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالشباب المصرى ولقاءاته المتعددة مع فئات متعددة من الشباب والتوجيه المستمر من سيادته لجميع مؤسسات الدولة ووزاراتها بالعمل على إعداد الشباب وتمكينه، وهو ما ظهر جلياً فى تبوؤ عدد غير قليل من جيل الشباب لمناصب قيادية سواء فى الوزارات أو المحافظات، وكذلك جميع الهيئات والمؤسسات، الأمر الذى يعكس رغبة الرئيس وإرادته الحقيقية لتمكين جيل الشباب، وتجديد دماء الدولة المصرية بضخ هؤلاء الكوادر الشبابية للمشاركة فى إدارة الدولة والانتقال الفعلى من صفوف المتابعين والمشاهدين إلى صفوف الفاعلين والمسئولين، وهنا يحضرنى سؤال: هل التزمت جميع مؤسسات الدولة بتحقيق ما يهدف إليه الرئيس فى هذا الصدد؟ والإجابة عن هذا السؤال تدفعنى إلى التعجب، ففى الوقت الذى سعت فيه (أجهزة وهيئات) عديدة لتحقيق هذا الهدف، أجد أن وزارة الشباب ووزيرها أشرف صبحى لم تتلقف أو تستوعب رسالة الرئيس، فمتابعة الكثيرين لهذا الشأن جعلت البعض بل الكثير يعتقد أن الدكتور أشرف صبحى وزير للرياضة فقط وليس له ثمة علاقة بالشباب غير الاسم الوظيفى فقط!!
فقد تجد الوزير سريع الحركة لحضور مباراة أو ختام بطولة أو معسكر للفرق القومية أو تكريم أبطال فى بعض الرياضات، وهذا شىء طيب ومحمود، لكنى وكثيرون لم نشهد للوزير منذ توليه المسئولية منذ أكثر من ثلاث سنوات ملامح لبرنامج ممنهج لتطبيق رؤية الرئيس فى تمكين الشباب المصرى، وهنا أتحدث عن برنامج أو خطة وليس مجرد حضور ندوة أو مؤتمر..
ربما يرجع ذلك لخلفية الوزير وتخصصه العلمى فى الرياضة وعدم تمتعه بسابق خبرة فى إدارة مؤسسات شبابية أو سيرة ذاتية للمشاركة فى عمل عام، حتى إن المؤسسة الوحيدة التى تولى مسئوليتها قبل مجيئه للوزارة هى إدارة هيئة رياضية وهو استاد القاهرة..
أقول هذا الكلام وأنا أحد الذين تربوا فى معاهد إعداد القادة بإشراف وزارة الشباب بمسماها القديم المجلس الأعلى للشباب والرياضة فى بداية التسعينات، وعايشت كيف أدرك وقتها الدكتور عبدالمنعم عمارة أهمية هذا الدور، وتفاعله غير المحدود مع فكرة إعداد جيل يقدمه لمصر من القيادات أغلبهم حالياً يتولون قيادة العديد من المؤسسات التنفيذية والتشريعية..
القضية يا سادة تكمن فى الإرادة والمعرفة، فلكى تستطيع وزارة الشباب تحقيق رؤية الرئيس، يجب أن يتمتع وزيرها بالإرادة لتحقيق ذلك، والمعرفة أو القدرة على تحقيق ذلك، والواقع الذى أراه يدلل على عدم توافر هاتين الصفتين بالدكتور أشرف صبحى، لأنه لو لم يكن يستطيع معرفة كيف يفعل ذلك، لكن لديه الإرادة لفعله وتحقيقه لاستعان من بين جنبات الوزارة أو خارجها بمن لديه القدرة على تحقيق ذلك..
قد يقول البعض لماذا لم أبدِ هذا الرأى منذ فترة بعيدة؟ ولكنى كنت ممن يرون أنه يجب إمهال الوزير الوقت حتى تظهر خطته ورؤيته فى تحقيق ذلك، ولكن بعد مضى ما يقرب من الثلاث سنوات ونصف على تولى الدكتور أشرف صبحى الوزارة، أستطيع أن أجزم بأننا فى حاجة لمراجعة تلك الفترة وهل ناتج التجربة والواقع الذى نراه أننا أمام (شباب بلا وزارة) يدفع الدولة للتفكير مرة أخرى فى فصل الشباب عن الرياضة فى وزارتين منفصلتين، بحيث يكون هناك وزير للشباب فقط يستطيع ملاحقة هذه الرؤية المتسارعة للرئيس عبدالفتاح السيسى لإعداد وتمكين الشباب المصرى، وتجهيزه لقيادة مستقبل الدولة والجمهورية الجديدة التى دشنها الرئيس السيسى والتى تحتاج لآلاف القادة من شباب مصر المندمجين فى الفكر الجمعى للدولة والمشاركة فى حل مشاكلنا وليس رصدها فقط..
ما زال للحديث بقية طالما فى العمر بقية..