حزب الحرية والعدالة يوجّه انتقادات للحكومة، ويستنكر أسلوبها فى التعامل مع المشكلات الجماهيرية، ويطالب بإجراء تغيير جزئى أو كلى عليها لو اقتضى الأمر، من أجل تحسين مستوى الأداء التنفيذى. والمهندس «خيرت الشاطر» نائب المرشد العام لجماعة الإخوان يعلن عدم وجود مشروع للنهضة، ضارباً بالأضرار التى يمكن أن تلحق بالرئيس «محمد مرسى» جراء هذا الحديث عرض الحائط، بحكم ترشحه على هذا المشروع الوهمى، ورفعه لشعار النهضة خلال حملته الرئاسية، ثم بعد ذلك يبدأ الحديث عن وجود خلافات بين «الشاطر» و«مرسى»، وأن جهات مختلفة تدخلت للصلح دون جدوى، حتى بادر الرئيس «مرسى» إلى تطييب خاطر «الشاطر» وكلفه بمجموعة من المهام المحددة بقصر الرئاسة!
علينا ونحن نقرأ هذه الأخبار أن نستعد بتركيب «البافتة» عشان خاطر «الريالة» التى سوف تتدفق كالطوفان، حتى نستطيع فى النهاية أن نبتلعها. الإخوان وحزب الحرية والعدالة والرئيس «مرسى» يريدون أن يؤكدوا لنا أنهم مختلفون مع بعضهم البعض، مطالبين جموع الشعب الطيب بأن يصدق هذه الأخبار، اعتماداً على ما هو معروف عنهم من سذاجة، ليقتنعوا بأن الرئيس أحياناً ما يغضب على الإخوان، وأنه لا ينسّق معهم، أو يأخذ مشورتهم فى قراراته، وأن الإخوان لا ترضيهم طريقة أداء حكومة «قنديل» التى اختارها «مرسى»، فى ظل عجز الوزارات المختلفة عن التعامل مع مشاكل الأمن والوقود والخبز والمرور وخلافه! على الشعب وهو يقوم بمطالعة أو الاستماع إلى هذه الأخبار أن يكون عند حسن ظن الإخوان ويستدعى من مخزون سذاجته وتعاسته ما يساعده على قبولها!
«ابنى غلط وانا حأدبه».. هذه العبارة تحمل مبدأ فى «الخناق» يعرفه جيداً كل من عاش فى واحد من الأحياء الشعبية، ومعناه أنك إذا وجدت «ابنك» قام بـ«ملابطة» شخص أقوى منه، فعليك أن تسارع إلى الإمساك به قبل أن تطاله اليد «العفيّة»، وتقول لصاحبها: ابنى غلطان، والغلط راكبه، وأنا حأدبه بإيدى، ثم تشرع بعد ذلك فى ضربه فى غير إيجاع، حتى تمتص غضب من يريد الفتك به. فمهما كان الأمر، فإن يدك سوف تكون «أحن» عليه من يد الغريب الغريم. ذلك ما يفعله الإخوان بالضبط، رافعين شعار «بيدى لا بيد عمرو». فالجماعة؛ إخواناً وحزباً ورئيساً، لا تفعل شيئاً أكثر من غسل اليدين من الآخر، حتى يتمكنوا من امتصاص غضب الشارع وهجوم المعارضة عليهم. فـ«الشاطر» يغسل يديه من «مرسى»، و«مرسى» يغسل يديه من «الإخوان»، و«حزب الحرية والعدالة» يغسل يديه من «الحكومة».. وكسبنا جميعاً صلاة النبى، عليه الصلاة والسلام. المشكلة أن «الجماعة» لا تستوعب أن الزمان اختلف، وأن مصر «امبارح» غير مصر «النهاردة».. جايز «بكرة» يعرفوا!