فى عام 2005 نشر ما يسمى بالمشروع السرى للإخوان فى كتاب جاء تحت عنوان «فتح الغرب.. المشروع السرى للإسلاميين»، مستنداً للوثائق التى عثرت عليها السلطات السويسرية فى منزل يوسف ندا، ومنها وثيقة جاءت تحت عنوان (نحو استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية، منطلقات وعناصر ومستلزمات إجرائية ومهمات).
كشفت وثائق يوسف ندا التى كتبها القيادى محمد أكرم عن المشروع السرى الإخوانى ومنطلقاته الاثنى عشر عن الخطة القائمة على التكيف الذى قام به الإخوان مع المجتمع الغربى، وإنه بمثابة مناورة تكتيكية مصممة لطمأنة الغرب، ثم توظيف ما فى الدول الغربية من قيم الحضارة الحديثة مثل: الديمقراطية، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان، وحرية العبادة، وتغيير الدين والمعتقد، والاعتراف بتعددية الثقافات، وغيرها من التسهيلات، وكذلك بيروقراطية إجراءات الغربيين الإدارية والقضائية، ما يسمح بتمرير الجماعة.
اعتمدت الجماعة فى تلك الخطة القديمة على الارتكازات المباشرة، مثل المؤسسات القانونية كالمراكز الإسلامية، والجمعيات الدينية، والمنتديات والمؤتمرات، والمراكز السياسية الاستراتيجية، والوسائل الإعلامية، وأما غير المباشرة فهى الوسائل السابقة، دون تواصل مباشر مع التنظيمات، وأما خلايا التجنيد فهى تلك التى تنشط وسط الطلاب المهاجرين، وطبقات اللاجئين، وفى الأغلب تستخدمها التنظيمات الجهادية، حيث تنخرط لنشر الفكر الجهادى، وضم المتعاطفين مع الجهاد.
يحيلنا ما سبق إلى لائحة عريضة من الفعالين، بدءاً من المؤسسات والمراكز الإسلامية، ونهاية بتفرعات أوروبية لـ«التنظيم الدولى للإخوان»، وشبكة المساجد والمراكز الثقافية التى تساهم فى التأطير الدينى للأقليات الإسلامية، والقادة المستقلين لتيار الإسلام السياسى.
إلى حد كبير كان هيكل الجماعة يعتمد على عدة محاور هى: التنظيم الميدانى والشبكة والدوائر العنقودية والجمعيات والمساجد والهيئات التعليمية والدينية والمؤسسات الخيرية والإنسانية، التنظيم النسوى والشبيبة، التمويل والاقتصاد ، العلاقات العامة، المستقلون والمؤسسات المستقلة.
عقب الفشل الذى منيت به الجماعة فى الربيع العربى قرر التنظيم الدولى أن يبدأ خطته الجديدة، وأن يستكمل ما يسمى بالهيئة الإسلامية الجامعة التى تمثل الجماعة وفروعها، وتقسيم المناطق إلى: شمال أفريقيا وتضم مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، ثم أوروبا، أمريكا الشمالية والجنوبية وكندا، شرق آسيا والباسفيك، وسط آسيا، اليمن والخليج وإيران وأفغانستان، الشام، ووضع مشرف خارجى على كل منطقة، مع استحداث وسائل جديدة للتواصل الفعّال بين المناطق، مع الترتيبات الجديدة أصبحت أوروبا تمثل فى خطة الإخوان الجديدة الحاضنة والملاذ الآمن للجماعة، حيث ستتداخل فيها المصاهرات السياسية بالعلاقات الشخصية، وتجمعها الخطط والأهداف، عبر مؤسسات ومراكز دينية.
تطبيق أسلوب الجماعة الجديد سيكون عبر محاور أهمها: 1- التخلى عن مشروع الجماعة العالمى ظاهرياً، مع الاحتفاظ بعلاقات داخلية سرية مع التنظيم، والتحلل من الخطاب الدينى القديم للجماعة.
2- الاعتماد على جيل جديد من الأبناء، وكلهم أوروبيون، ثقافتهم مختلفة عن الجيل المؤسس، والآن يتقدمون فى الانتخابات، وأغلبهم فى أحزاب اليسار الاشتراكى وأحزاب الخضر، بل ووصلوا لبعض البرلمانات مثل هولندا والسويد وفرنسا وبريطانيا، وهم يركزون نشاطهم على خلق تحالفات سياسية بأوروبا تساعد على تنفيذ مشروعهم، سواء فى تنظيم الشبيبة الأوروبية، أو التنظيم النسوى، على سبيل المثال، الشبيبة فى السويد يقودها ابن مصطفى الخراق، ورئيس الكشافة السويدية ابن شكيب بن مخلوف.
3- اعتماد جناح العلاقات العامة على شخصيات غير معروفة تنظيمياً، على سبيل المثال فاروق مسهل، عضو ما يعرف باسم المجلس الثورى المصرى، وسها الشيخ، ونهال أبوستيت.