تابعت افتتاح محور الفريق محمد العصار، ولم أكن أصدق أن الطريق من مصر الجديدة حتى بداية طريق شبرا بنها الحر سيستغرق 12 دقيقة فقط لا غير.. لم أنتظر حتى أحتاج إلى الطريق فى أى رحلة إلى بنها أو المنوفية أو البحيرة، وقررت سريعاً القيام بالمحاولة، تسلمت الطريق فى ألماظة بجوار مستشفى مصر للطيران مستقلاً عدة كبارى، استغرق الأمر حوالى 13 دقيقة، عدت مرة أخرى من نفس الطريق، كنت مذهولاً وسعيداً لأنه يمثل تطوراً مهماً، حيث فتح محاور عرضية فى مدينة القاهرة المزدحمة من خلال هذا المحور الذى يمر من مصر الجديدة ومنطقة التجنيد- حلمية الزيتون- المطرية- بهتيم- مسطرد- الطريق الدائرى، ومن قبله محور عرضى مدينة نصر- حدائق القبة- الزاوية الحمراء- الخلفاوى- محور روض الفرج.. بالإضافة إلى محور الفردوس الجديد الذى سيُفتتح قريباً.. كل هذه المحاور تفتح رئة القاهرة وتخفف الضغط على المحاور الرأسية: شارع صلاح سالم- كورنيش النيل- الأوتوستراد... وغيرها.
لقد كان غريباً بعد أن أنجز الرئيس السيسى طريق شبرا بنها الحر، الذى يختصر المسافة فى 20 دقيقة بين القاهرة والقليوبية، أن يستمر هذا الزحام بحيث ينتقل المواطن من محافظة إلى أخرى فى 20 دقيقة، بينما يتوه فى زحام القاهرة بالساعات، فمثلاً المسافة من مصر الجديدة إلى مدخل شبرا بنها الحر كانت تستغرق من ساعة إلى ساعة وربع، لذا كان محور الفريق العصار الذى اختزل المسافة فى 12 دقيقة مناسباً تماماً مع تطور حركة الطرق فى عهد السيسى.
المهم.. ظللت أتابع تطور الحركة على محور العصار كلما اتجهت إلى طريق شبرا بنها الحر، أو الدائرى، وكنت أتألم كثيراً كلما مررت عليه لعدة أسباب، أولها كمّ القمامة التى يتم إلقاؤها فى منتصف الرصيف بين الطريقين فيعطل حارتين بلا عمل، وهى ظاهرة متكررة، خاصة فى مناطق المطرية ومسطرد وبهتيم، والمشكلة الثانية وقوف سيارات «صف ثانى وثالث»، خاصة أمام محلات التجارة، بل إن بعض المقاهى تستولى على جزء من الشارع، المشكلة الثالثة عند مدرسة بهتيم الثانوية، حيث توجد سيارات ومعدات لمشروع صرف صحى تحتل نصف الشارع منذ أكثر من عام وتؤدى إلى الاختناق فى هذه المنطقة.
كل هذه التصرفات يتحمل مسئوليتها المواطن، بالدرجة الأولى، وكذلك بعض المسئولين الذين لم يتابعوا هذا الإنجاز الضخم الذى تكلف مليارات. وقد ذكرت كل هذه المشكلات عندما استضافنى الصديق الإذاعى المحنّك علاء أبوزيد فى إذاعة الشباب والرياضة ببرنامجه «حتى لا تطير الأخبار» يوم 20 سبتمبر الماضى، وقلت وقتها: «محور الفريق العصار يمر على عدة أحياء، والدولة أنفقت المليارات لكى يتحرك الناس سريعاً، ولا يصح أن تقف السيارات (صف ثانى وثالث) والناس تلقى القمامة على الرصيف الموجود فى المنتصف، وهذا موجود فى مناطق مسطرد والحلمية وبهتيم، وهذا الأمر يحتاج إلى قرارات رادعة».
لقد فاجأنا الرئيس السيسى، خلال افتتاحه عدة مشروعات، بأنه أعلن عن زيارة سرية كعادته إلى محور الفريق العصار، واكتشافه كمّ القمامة الملقاة على الأرصفة، وبالطبع قامت الأجهزة التنفيذية بحملات نظافة بعدها. الحكومة تقوم بالإنجازات وتوفر التمويل والمواطن الذى يلقى القمامة يسىء إلى الدولة وإلى كافة المصريين ويعطل مشروعات التنمية، ومسئولو الأحياء، سواء النظافة أو المرافق، لم يستوعبوا بعد ما تم فى مصر من إنجاز.
والسؤال: هل هذا التسيب يحتاج إلى توعية أم إلى ردع أم ماذا؟! فلا يمكن أن تخصص الحكومة «عسكرى» لكل مواطن، ولا أعتقد أن موضوع القمامة أو الوقوف «صف ثانى» يحتاج إلى توعية.
الأمر يحتاج إلى عودة دور المجتمع المدنى الأهلى وخاصة جمعيات تنمية المجتمع المحلى لمواجهة مثل هذه الظواهر والإبلاغ عنها ووضع حلول لها بالتنسيق بين الحكومة والأهالى، حتى تتقدم مصر ولا تنظر إلى الوراء؟