دراسة جديدة لو صحّت فستقلب علم الأجناس رأساً على عقب؛ الدراسة تقول إن الإنسان الأول ليس من أصول أفريقية، لأن حفريات عثر عليها باحثون مؤخراً فى كريت اليونانية أقدم من تلك التى وجدوها من قبل فى أفريقيا.
المناظرات فى زمن وجود الإنسان على الأرض مشتعلة منذ سنوات، لدرجة تصل إلى الصوت العالى أحياناً، وربما الخناقات فى معامل الأبحاث.
القصة المتعارف عليها قبل الدراسة الجديدة، أن الإنسان الأول «الهوموناليندى»، وُجد فى أفريقيا قبل 4 ملايين سنة تقريباً، بعدما وجدوا بقايا عظامه فى جنوب وشرق القارة بدايات القرن العشرين.
حسب النظريات كانت يدا الإنسان الأول طويلتين، وسار منحنياً، كثيف الشعر، لا يفكر جيداً، ولا يتكلم، لأن اللغة لم تكن قد ظهرت بعد.
بعد فترة من اكتشاف «الهوموناليندى»، اكتشفوا حفريات أخرى، لهوموناليندى متطور.. سموه «النايندرتالى».
اختلف النايندرتالى عن الهوموناليندى، فالثانى انتصبت قامته، وقصرت يداه، وبدأ يمشى على رجليه دون أن يسند مشيته بيديه كالأول.
وجد العلماء آثار النايندرتالى أيضاً فى شرق وجنوب أفريقيا، لذلك اعتقدوا أنه عاش هناك، وتعلّم استخدام خامات الطبيعة فى صناعة البيوت وبدأ فى صناعة السلاح المعدنى من هناك.
وفى مأثور الشعوب الأفريقية، أن آدم أبا البشر، نزل على جبال الكونغو، لذلك فهناك آثار لقدم بشرية كبيرة، محفورة فى الأرض، تقول القبائل إنها مكان أولى خطوات أبى البشر على كوكب الأرض بعد نزوله من السماء!
وفى الفلبين يقولون أيضاً إن أبا البشر نزل عندهم، وإن آثار قدميه ما زالت موجودة على أحد المرتفعات هناك.
لكن المؤرخ الإسلامى الطبرى يقول إن آدم نزل على جبل أرارات فى الأناضول، ولا تزال آثار قدميه هناك، وأنه عرف حواء عند جبل عرفة، واكتسب الجبل اسمه من هذا، وأنه زلف إليها فى المزدلفة، واكتسبت المنطقة اسمها من هنا.
يحكى «الطبرى» أنه لما نزل آدم من السماء، كانت رجلاه فى الأرض، ورأسه فى السماء، حتى إنه كان يسمع الملائكة، لذلك دعت الملائكة ربها أن يخفض من خِلقة آدم.. فقصُرت قامته لكنه ظل عملاقاً مقارنة ببنى آدم «اليومين دول»!
يقول الطبرى إن أبا البشر نزل على الأرض، قبل ميلاد النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) بنحو ستة آلاف عام، وإن عصر النبى نوح سبق عصر البعثة المحمدية بأقل من ألفَى سنة.
لكن فى كهوف أفريقيا، وفى الكونغو والجابون وكينيا، وجدوا آثاراً لإنسان عاش فى تلك المنطقة قبل 3 ملايين سنة.
لا يعرف الطبرى قصة الحفريات الأفريقية، كما لا يعرف أهل الفلبين القدماء، آخر ما توصل إليه خبراء علم الأجناس عن أصل الإنسان وزمنه على الأرض. مؤكد أن العلم أصدق من الطبرى، وأن الدراسات الحديثة أكثر دقة من كتب التاريخ القديمة عن أصل الإنسان وأزمنة الأنبياء.
والحفريات التى وجدوها فى كهوف أفريقيا للإنسان الأول لا كانت عملاقة ولا كانت مبالغاً فى حجمها. يعنى لا كان الإنسان الأول شديد الطول، ولا كان جسمه بالغ القوة كما وصلنا من العرب القدماء فى الحكايات والتراث.
الموجود فى كتب العرب عن شكل البنى آدم القديم لا يهم الخبراء، ولا يشغل الباحثين. الذى يهمهم فعلاً هو الدراسة الجديدة لأقدم حفريات إنسانية فى جزيرة كريت.
ظهور أدلة بوجود إنسان قديم فى كريت قبل أفريقيا سيقلب النظريات القديمة ويرزعها فى الأرض.. زرع بصل!