«قعدة مخدرات» تكشف سرا عمره 3 أعوام.. مدمنة قتلت ابنة شقيقتها
المتهمة اعترفت لصديقها في "قعدة مخدرات".. والقاضي يجدد حبسها
جثة طفلة _ ارشيفية
تطورت علاقة الراقصة بحارسها الشخصي، فهي تتنقل طوال ساعات الليل من ملهى ليلي لآخر، ويتبعها هو لحمايتها من أي مضايقات قد تتعرض لها، لكن علاقة العمل بينهما تحولت إلى حب؛ تبعته لقاءات غير مشروعة جمعتهما، وأثمرت عن حمل سفاح. وعلى أثر ذلك توقفت الراقصة عن العمل خلال فترة حملها في غضون عام 2016، وفي نهاية العام وضعت طفلة، لكن والدها رفض الاعتراف بها.
اعتنت الراقصة بطفلتها التي وصلت عامها الثاني، وفي صيف 2018، توجهت إلى شقيقتها المقيمة بمنطقة أرض اللواء، وطلبت منها الاهتمام بابنتها، على أن تعود لاستلامها بعد عدة أيام.
وداخل شقة بسيطة في أرض اللواء، كانت تعيش شقيقة الراقصة وزوجها، وكان كل همهما في الحياة هو توفير أموال لشراء وتعاطي المواد المخدرة، وهو ما جعل من قرا الراقصة بإيداع الطفلة لديهما، أكبر خطأ ارتكبته، لاسيما وأنها لم تعد بعد أيام كما وعدت شقيقتها، بل تركتها لمدة 3 أعوام كاملة، نسيت أو تناست فيها طفلتها، فكان مصيرها القتل على يد خالتها وزوجها، وإلقاء جثتها في أحد مقالب القمامة، وهو الحادث الذي تم الكشف عنه، الثلاثاء الماضي، لتتضح حقيقة اختفاء الطفلة قبل 3 سنوات من منزل الخالة وزوجها.
خلي بنتي معاكي
الواقعة كما كشفتها التحريات، التي أشرف عليها اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بيّنت أن والدة الطفلة كانت تعمل راقصة في ملهى ليلي، وتعرفت على حارس شخصي «بودي جارد»، وجمعتهما لقاءات غير مشروعة وأثمرت عن حمل سفاح، وبعد مرور عامين على مولد الطفلة السفاح، توجهت بها والدتها إلى منطقة أرض اللواء قاصدة منزل شقيقتها، وطلبت منها الاعتناء بالطفلة، ووعدتها بالعودة مجددا بعد أيام لاستلامها مجددا، لكنها لم تعد، والخالة لم تصن الأمانة، وحياة الطفلة لم تكن في مأمن.
إنتي صدعتينا
وفي ظل اهتمام الخالة «شقيقة الراقصة» بالمخدرات فقط هي وزوجها، فلم يرق لهما أن تظل الطفلة في رعايتهما بعدما اختفت أمها، فكانت دائمة البكاء وهو مالم يلق قبولا لدى الزوجين المدمنين، فقررا التخلص منها.
وفي إحدى ليالي صيف 2018، وبعد تعاطي جرعة من المخدرات، قتلت الخالة وزوجها الطفلة ذات العامين، حيث أبرحاها ضربا دون شفقة، ولم يراعيا قلة حيلتها أو عجزها عن الدفاع عن نفسها، وبعدما تأكدا من وفاتها، ألقيا جثتها عارية في أحد مقالب القمامة بمنطقة أرض اللواء.
بلاغ بالعثور على جثة
وتلقى مأمور قسم شرطة العجوزة الأسبق، عام 2018، بلاغا بالعثور على الجثة، فانتقل إلى هناك رفقة ضباط من مباحث القسم، وتبين وجود جثة طفلة عارية ومقتولة، وتم إخطار النيابة العامة في حينها، التي أمرت بانتداب الطب الشرعي، الذي أكد وجود شبهة جنائية في الحادث، وأن سبب الوفاة هو إصابة الطفلة بنزيف داخلي، وتم دفنها بتصريح من النيابة.
قعدة مخدرات
ومرّت 3 سنوات كاملة على الجريمة، ظنّت خلالها الخالة وزوجها أن الأمر انتهى وأن الشرطة لن تبحث عنهما بعد مضي فترة طويلة، كما نسيا أن للطفلة المغدورة حق لابد وأن يرجع ولو بعد حين.. وبينما كانت الخالة وزوجها مع أصدقاء لهما في «قعدة مخدرات» ودخان الحشيش يملأ الشقة، والضحك يعلو مع كل «نفس»، حتى بدأت الأصوات تهدأ في المكان، ليعلو صوت الحق.. الحق الذي نطقت به الخالة حين فتحت موضوع ابنة اختها التي قتلتها قبل 3 سنوات وألقتها في مقلب القمامة.. وكانت تتحدث بفخر أن الشرطة لم تتوصل لحل القضية.. ومن هنا كانت بداية النهاية.
معلومات المباحث
أصداء «قعدة المخدرات» وصلت إلى مكتب المقدم محمد مجدي، رئيس مباحث العجوزة، الذي كان يباشر عمله، حين طلب أحد الأشخاص مقابلته، وأدلى أمامه بكل المعلومات التي سمعها من الخالة وزوجها، فتم مراجعة الوقائع التي حدثت عام 2018، ليكتشف «مجدي» أن هناك واقعة حدثت بالفعل، ولم يتم التوصل للفاعل، لتبدأ صفحة بحث جديدة كانت قد طويت منذ 3 سنوات، وتُفتح القضية مجددا بعد حفظها.
طب شرعي
وأمرت جهات التحقيق في هذه الواقعة، وبعد تلقي محضر تحريات سرية، باستدعاء الأم الراقصة، حيث عرضتها على الطب الشرعي، وأكدت التقارير الفنية أنها أم الطفلة المجني عليها، بعد مضاهاة الـDNA، وبإجراء التحريات حول والد الطفلة، تبين أنه توفى في مارس العام الماضي.
القبض على الخالة وزوجها
وبعد انتهاء مرحلة التحري والفحص، أمرت جهات التحقيق بالقبض على الخالة وزوجها، حيث تمكنت قوة أمنية تحت إشراف اللواء علاء فتحي، مدير المباحث الجنائية، من القبض على المتهمين، الذين اعترفا بارتكاب الجريمة قبل 3 سنوات، وأمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات، ثم مثُلا أمام قاضي المعارضات بالمحكمة المختصة، الذي أمر بتجديد حبسهما لمدة 15 يوما، على ذمة القضية.