تمتلك جماعة الإخوان المسلمين منهجاً عاماً فى ضم العناصر إليها، لا بد من معرفته لتجنّبه ومكافحته، وهو ينقسم إلى ثلاثة عناصر، الأول هو الاستقطاب: وهو أقرب إلى عملية تقريب للعنصر المستهدف، وضم له أو لمجموعة من المواطنين، والثانى هو التجنيد، أى الوصول إلى نهاية عملية الاستقطاب، أى تكليف العضو واستخدامه بما يضمن استمراره مع التنظيم، وفى المنتصف يقع العنصر الثالث بين الاثنين السابقين وهو (الاستلاب) أى سرقة الدماغ وتغييره واستلاب الشخصية لأخرى مصنوعة على عين العضو المجنِّد، بكسر النون.
ورغم أن كل فرد فى الجماعة مكلف بعملية التجنيد تحت مسمى الدعوة، فإنها اختصت الآلاف ممن ظهرت لديهم مهارات ذلك الفن تحت قسم هيكلى فى الجماعة يمتد من أعلى الهرم حتى أسفله، هو (قسم الدعوة)، الذى أشرف عليه سيد قطب فى فترة من الفترات، وينسحب ذلك القسم على كافة التنظيم رأسياً وأفقياً، بدءاً من مكتب الإرشاد، مروراً بمجلس الشورى، وحتى القطاعات والمناطق والشعب.
وتبدأ العمليات الثلاث السابقة كلها بما يسمى التعرّف، أى التعارف مع العضو المستهدف بعد تحديده بدقة وفق احتياجات الجماعة، وهنا يبدأ عضو الجماعة فى محاولة إيجاد الصلة والتعارُف بمن يراد دعوته وإشعاره عملياً بالاهتمام به والسؤال عنه إذا غاب، وغير ذلك، دون الحديث فى أى أمر من أمور الدعوة حتى ينفتح قلبه ويتهيأ لاستيعاب ما يُقال له.
والمرحلة الثانية على الفور بعد التعارُف تبدأ فى إيقاظ الإيمان المخدر فى نفس المدعو، وفق تعبير مرشد الجماعة الأسبق مصطفى مشهور، وهنا يتم طرح الحديث عن الإيمان والعبادات، وفى الأغلب لا يكون ذلك الحديث مباشراً، لكن يأتى طبيعياً كأنه دون قصد، بانتهاز فرصة رؤية طائر، أو نبتة، أو حشرة، أو أى مخلوق من خلق الله، ويتحدث معه عن قدرة لله وإبداعه وعظمته فى هذا الخلق، ويوضح مثلاً كيف ينبت هذا النبات من طين وماء، وكيف أن ذلك يحتاج إلى التفكر والتدبّر فى مخلوقات الله، والتوجه إلى الله بالعبادة والأذكار.
يقول مصطفى مشهور: تبدأ هذه المرحلة بالمعاونة فى تدارك حاله بالتعرّف على طاعة الله والعبادات المفروضة، وممارستها، والانتظام فيها، والابتعاد عن المعاصى والتحلى بالأخلاق الإسلامية، ويفضّل تزويده بما يقرأه من الكتب الميسرة فى العقيدة والعبادة والأخلاق.
المرحلة السابقة مهمة جداً، إذ هى السبيل والطريق لقلب العضو وإيمانه بأفراد الجماعة المنهمكين فى عبادة الله وطاعته، لتبدأ بعدها المرحلة الثالثة، وهى توضيح المعنى الشمولى للعبادة، وعدم قصرها على الصلاة والصوم والزكاة والحج، لتشمل كل مناحى الحياة من طعام وشراب ولباس وعلم وعمل وزواج ورياضة ورعاية للأبناء إلى آخر كل هذه الأمور.
ثم تأتى بعد ذلك المرحلة التالية، وهى الإجابة عن السؤال الذى يفرض نفسه، مع أى جماعة يعمل؟ وهذه المرحلة مهمة ودقيقة وتحتاج إلى إقناع، ففى الساحة جماعات متعدّدة ومتحرّكة وتدعو الشباب إلى الانتماء إليها وكلها تحمل لافتة الإسلام ولكل جماعة شعاراتها ووسائلها التى تجذب بها الشباب، وهنا يكون دور الأعمال الجماعية الأخرى، مثل الرحلات واللقاءات الدينية واللقاء بقيادات الجماعة، لتختتم عمليات الاستقطاب والتجنيد والاستلاب بمناهج تربوية وضعت خصيصاً للجدد.
إن كل ما سبق يمكن أن ينتهى فى لحظة إن تم تطبيق خطة مقابلة لها وهى التوعية والتعرية والتفكيك، أى التوعية بالخطر وتعرية الجماعة وقياداتها ثم تفكيك أفكارها.