فى يوم الجمعة الموافق التاسع عشر من نوفمبر الحالى، احتفل العالم باليوم العالمى للرجل. ويأتى هذا الاحتفال من أجل تكريم وتعزيز دور الرجل فى المجتمع، وتسليط الضوء على مساهمة الرجال فى الحياة. ويأتى هذا اليوم أيضاً تشجيعاً للرجال على إجراء نقاشات، وبصورة أكثر انفتاحاً، حول العديد من القضايا؛ مثل الصحة العقلية للرجل، ومعدلات الانتحار لديه وأسبابه، و«النهوض ومواصلة الحياة بقوة». باختصار، فإن هذا اليوم مكرّس للرجل الذى يحتاج إلى الدعم. ومن المعروف، على الصعيد العالمى، ولأسباب مختلفة، أن الرجل هو الأكثر إقداماً على الانتحار، خصوصاً لمن هم دون سن 45 عاماً، وذلك وفقاً لمنظمة «كالم» الخيرية، واسم هذه المنظمة هو اختصار لعبارة «الحملة ضد الحياة البائسة». وبالرغم من أن هذا اليوم يتم الاحتفال به منذ عقود، فإن كثيراً لا يعلمون أن هناك يوماً عالمياً للرجل، بينما يعتقد كثيرون أنه موجود بسبب وجود يوم عالمى للمرأة، الذى يتم الاحتفال به فى الثامن من مارس من كل عام. وللمفارقة الساخرة أن تاريخ الاحتفال باليوم العالمى للرجل هو نفس تاريخ الاحتفال بيوم المرحاض العالمى. وربما يكون التشابه الأكبر بين الرجال والمراحيض، هو أن كليهما لا يحظى بالتقدير اللائق.
ويأتى الاحتفال باليوم العالمى للرجل قبل يوم واحد من الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الطفل، الذى يصادف يوم العشرين من نوفمبر من كل عام. وفى هذا الصدد، ونظراً للاحتفال المتزامن باليوم العالمى للرجل واليوم العالمى للطفل، أرى من المناسب الحديث عن أهمية دور الرجل أو الأب فى حياة الطفل، وأن غياب هذا الدور هو الذى يفسر العديد من الجرائم التى تقع حالياً. لذلك، وإدراكاً لأهمية دور الأب فى توفير التوجيه والإرشاد اللازمين، تنص المادة الخامسة من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل على احترام الدول الأطراف مسئوليات وحقوق وواجبات الوالدين أو الأوصياء أو غيرهم من الأشخاص المسئولين قانوناً عن الطفل، فى أن يوفروا، بطريقة تتفق مع قدرات الطفل المتطورة، التوجيه والإرشاد الملائمين عند ممارسة الطفل الحقوق المعترف بها فى هذه الاتفاقية. وبدورها، تحرص معظم التشريعات على تقرير السلطة الأبوية تجاه الأبناء. ولكن، تحتاج آليات هذه السلطة إلى نوع من التحديث والتطوير فى ظل العصر الرقمى الذى نعيش فيه حالياً. لذلك، وفى الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الحالى، قامت الأغلبية البرلمانية فى فرنسا بتقديم مشروع قانون جديد إلى الجمعية الوطنية (البرلمان)، يهدف إلى تعزيز الرقابة الأبوية على استخدام الأطفال للإنترنت. وفى حال إقرار هذا المشروع، سيتم إلزام الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية بتثبيت نظام رقابة أبوية بشكل تلقائى. وقد يتم تثبيت أدوات الرقابة الأبوية تلقائياً عند تشغيل الأجهزة المتصلة لأول مرة، وذلك بهدف توفير حماية أفضل للأطفال على الإنترنت.
وفى هذا الصدد، وما دمنا نتحدث عن الأيام العالمية، تجدر الإشارة إلى «اليوم العالمى للإنترنت الآمن»، الذى يتم الاحتفال به على مستوى العالم فى شهر فبراير من كل عام، لتعزيز الاستخدام الآمن والإيجابى للتكنولوجيا الرقمية للأطفال والشباب. ويشهد اليوم اتحاد مئات المنظمات لرفع الوعى بقضايا السلامة على الإنترنت، والمساعدة فى تعزيز الاستخدام الآمن والمسئول والإيجابى للتكنولوجيا الرقمية للأطفال والشباب. ويهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى تهيئة إنترنت أفضل للجميع من خلال نشر الدعوة لكل الأفراد والشعوب والمؤسسات للعمل على استخدام التكنولوجيا من خلال عدد من القيم الأساسية لحماية الجميع، خاصة الأطفال والمراهقين، حيث تتمثل هذه القيم فى: (المسئولية، الاحترام، الوعى، الإبداع). وفى مصر، يعود الاهتمام بالأمان على الإنترنت إلى العام 2007م، عندما تبنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القيم الأربع ذاتها، لدعم الاستخدام الآمن للإنترنت، عن طريق نشر الوعى المجتمعى والتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لتمكين الأطفال والمراهقين والنشء من استخدام الإنترنت، مع حمايتهم، وإرساء المبادئ السليمة للتعامل من خلال تعزيز عنصر الأمان فى عالم الإنترنت لكل من الأطفال وأسرهم، وتطوير أساليب الوقاية لتحقيق الحماية فى العالم الرقمى، إضافة إلى نشر الوعى بأساليب الحماية على الإنترنت. ولذلك، يبدو من المناسب دعوة الحكومة والبرلمان إلى تبنى مشروع مماثل لمشروع القانون الفرنسى بشأن تعزيز الرقابة الأبوية على استخدام الأطفال للإنترنت.