ماسة «الأمل»، هى إحدى أشهر الماسات، ولها قصة غريبة كان الأمل فيها اسماً على غير مسمى، فهى مرتبطة شعبياً بسلسلة طويلة من اللعنات والحوادث، بما يشبه ما يُروى عن القطع الأثرية الفرعونية. ماسة «الأمل» جاءت بالأساس من بلاد الهند. اقتناها الملك لويس الرابع عشر فهُزم فى معاركه ومات مصاباً بالغرغرينا، انتقلت بعده للويس الخامس عشر فتعرض لمحاولة اغتيال ثم مات بمرض الجدرى. وصلت الماسة إلى لويس السادس عشر فقامت عليه الثورة الفرنسية وانتهى حكمه وأعدم هو وزوجته «مارى أنطوانيت».
اختفت الماسة لفترة، ثم ظهرت مع الملك الإنجليزى «جورج الرابع» الذى أفلس، ثم بيعت فى مزاد علنى بعد وفاته، وذهبت إلى مالك جديد يدعى «هنرى فيليب» فأفلس هو الآخر، وأخذ الماسة حفيده «اللورد فرنسيس» الذى أفلس بدوره. وأوائل القرن الماضى اشترى الماسة السلطان التركى الشهير عبدالحميد الثانى، وبعدها بعام خسر ملكه وتم نفيه. اختفت الماسة لفترة جديدة، ثم ظهرت فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث اشترتها سيدة تدعى «إيفالين والش ماكلين» قررت أن الماسة لا تجلب سوء الحظ وأنها ستثبت ذلك، لكن بعدها مباشرة مات ابنها الصغير بحادث سيارة، ثم انتحرت ابنتها الكبيرة بجرعة مخدرات، وأفلس زوجها وأودع مستشفى الأمراض العقلية ومات هناك. وفى النهاية ماتت إيفيلين وهى مدينة.
من الطريف أنه بعد موتها، بيعت الماسة إلى تاجر المجوهرات الأمريكى الشهير «هارى وينستن» الذى تبرع بها إلى مؤسسة «سميثسونيان»، للتخلص من اللعنة، وقرر أن يرسلها لهم عبر البريد العادى توفيراً للنفقات، وبالفعل دفع دولارين ونصف الدولار فقط، ولكن تم الأمر بسلام ووصلت الماسة لمكانها الجديد فى العاصمة الأمريكية واشنطن، ومن حينها وهى هناك، يزورها سنوياً سبعة ملايين سائح، كنت أنا محظوظاً، بعكس الجميع، بكونى واحداً من هؤلاء الزوار.
ماسة «الأمل» هى واحدة من أكبر ماسات العالم وتقدر قيمتها بحوالى ربع مليار دولار، لكن أكبر ماسة على الإطلاق، هى أكبر من ذلك بكثير جداً، فكتلتها توازى حوالى ثمانية أضعاف كتلة كوكب الأرض كله، ومعلقة فى السماء على بُعد أربعين سنة ضوئية منا، وهى عبارة عن كوكب ماسى اسمه «كانكرى 55» ويسمونه «الأرض الهائلة». وقدر العلماء سعر هذه «الماسة» العملاقة بحوالى 27 نونيليون دولار أمريكى (27 وبجانبها 30 صفراً). وفى مجموعتنا الشمسية، تمطر السماء الألماس أحياناً على كوكبى المشترى وزحل، وسرعان ما تذوب تلك الماسات فى البحيرات الساخنة على الكوكبين.
الفضاء الخارجى مثل مغارة على بابا، به ماسات وجواهر، ولذلك أتفق مع الفنان مدحت صالح حين قال: «أنا عاوز أعيش فى كوكب تانى».
حين يدخن أحد الأشخاص النرجيلة على أحد مقاهى وسط البلد بالقاهرة مثلاً فإنه يحرق فى سبيل ذلك عدداً من قطع الفحم المسكينة التى قُدر لها أن تنتهى فى النيران بدلاً من أن تزين صدر فتاة جميلة فى قطعة حلى ماسية وينشدون لها الأغانى، فكل من الفحم والماس له التركيب الذرى ذاته دون أية تغييرات، كلاهما كربون، الفارق الوحيد هو طريقة ترتيب الذرات فى بلورة كل منهما، مجرد اختلاف ترتيب فى البنية البلورية أدى إلى التباين بين نقاء الماس وعتامة الفحم، هكذا هى الأقدار.