كتبت فى هذا المكان بتاريخ 29/9 عن الشابين السعوديين اللذين تم القبض عليهما بمطار القاهرة، وبحوزتيهما 25 ألف قرص مخدر، وطالبت المسئولين بتوضيح مسار التحقيق معهما بعد أن تم تحويلهما إلى النيابة. لم يصد أى مسئول أو يرد، وبالاجتهاد الشخصى فقط علمت أن قاضى المعارضات بمحكمة مصر الجديدة قرر إخلاء سبيل الشابين، بعد حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيق، وذكر لى أحدهم أن ما تم تسجيله فى محضر الضبط هو (200 قرص مخدر) فقط، وليس 25 ألف قرص!، كما ذكرت وسائل الإعلام التى سبق ونشرت الخبر، بما فيها بعض الصحف السعودية!. إذن تم -باللفظ القانونى - إخلاء سبيل الشابين السعوديين: (سالم بن سالمين بن عمر العمرى، وبدر بن محمد بن سلطان العتيبى)، أو قُل بالبلدى أو بـ«المفتشر الصريح»: تم تهريبهما، بسبب انتمائهما إلى عائلات سعودية كبيرة، خلافاً للمسكين «أحمد الجيزاوى» المحتجز حالياً فى سجون المملكة، وينتظر حكماً قاسياً بتهمة مماثلة، لا لشىء إلا لأنه مصرى، و«نأبه: جيزاوى» وليس «عمرى» أو «عتيبى»!.
وقد علّل مصدر قضائى قرار قاضى المعارضات الإفراج عنهما قائلاً: إن إخلاء سبيل المتهمين أمر خاص بقاضى المعارضات الذى نظر تجديد حبسهما، كما أن وضع اسميهما على قوائم الممنوعين من السفر يرجع إلى تقدير القاضى، وأدلة الإدانة الموجودة فى ملف القضية (بعد أن أصبح الـ25 ألف قرص 200 قرص بقدرة قادر!) متروك تكييفها للقاضى. وأكد هذا المصدر أن إخلاء سبيل المتهمين فى قضايا الأقراص المخدرة أمر قانونى، ليس له علاقة بجنسية المتهمين. ويعنى هذا الكلام أن المسألة لا تتعلق بأن الشابين المضبوطين سعوديان، أو أنهما ولاد ناس «جامدين» وخلافه، بل تتعلق فقط بالقانون، القانون وبس!.
إننى أريد أن أذكّر المسئولين عن هذا البلد، ممن ساهموا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فى تهريب هذين الشابين أن التهمة الموجهة إلى المحامى «أحمد الجيزاوى» بالسعودية هى حيازة 21 ألف قرص مخدر!. وقد تعامل المسئولون السعوديون مع غضبة بعض فئات الشعب التى شككت فى هذه التهمة بأعلى درجات العنت والعنجهية!. إننى أضع هذه القضية الخطيرة أمام رئيس الجمهورية شخصياً، وأطالبه بأن يشكل لجنة قضائية، تحقق فى عملية تهريب الشابين السعوديين، ومحاسبة المسئولين عن ذلك، وسوف أنتظر رد الرئاسة!، وإن لم يفعلها الرئيس فإننى أضع الموضوع برمته أمام القوى الثورية، لتثبت للجميع أن مصر قامت بها ثورة، وأنها ترفض أن يكون تطبيق القانون مع الأجانب على الكيف فى الداخل، وأن يكون جلد وسحق المصريين على المزاج فى الخارج!. ومن جهتى أعِد بعدم التوقف عن التفتيش عن خبايا هذا الموضوع، حتى يبين له آخر!.