(إزاى أخليك تؤمن وأنا لا أمتلك قلبك، وماحدش بيمتلك قلب حد، ودى من حكمة ربنا، إنه خلى كل واحد اللى جواه بتاعه هو، وعشان كده اللى هيحاسب على ده ربنا، ولو إحنا كمسلمين فهمنا هذه النقطة ومارسناها فى تعاملاتنا مع بعضنا البعض مش هيبقى فيه مجال لأى بنية تطرف على الإطلاق، لأن التطرف مبنى على التمييز والاستعلاء، ولو قدرنا فى المدارس والجامعات والمعاهد والدراما نتكلم عن التنوع والاختلاف.. ولو جينا هنا هتلاقوا مفيش شكل زى التانى لأن ده الطبيعى).
هذه بعض كلمات للسيد الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، قالها فى لقاء مع المراسلين الأجانب على هامش فعاليات منتدى شباب العالم، اخترت أن أنقلها بنصها بالعامية المصرية البليغة، بعفويتها وتدفقها، بذلك الإيمان الثابت فى نبرة صوت واثقة بالله.. بنفس دفء الرئيس ومحبته للجميع وحرصه على تفكيك بنية «التطرف» بذكاء من يعرف أنها المعركة الأصعب من الحرب على الإرهاب.
مصر فى معركة «الوعى الدينى» تواجه دولاً وأجهزة مخابرات ومؤسسات وجهات تمويل، نعم العدو بهذا الثقل والتكتل، والحرب ضروس، لا تمحوا من الذاكرة أبداً أن هذا البلد سقط فى قبضة الفاشية الدينية وحكمته عصابة الإخوان الإرهابية لمدة عام.. لا تنسوا أن المعزول «محمد مرسى» قاطع الرئيس السورى الفعلى «بشار الأسد» ودعا للجهاد ضده من قلب القاهرة.
لا تنسوا اقتحام السجون وهاتف الثريا وقضية مخابرات المرشد ورئيسه الصورى مع دول أجنبية.. هذه هى أبعاد «المؤامرة»، ويجب أن تتعامل معها بدافع حماية أمنك القومى.. وليس من باب «الحكم لمن غلب»!
ولأن الرئيس يملك من المعلومات ما يخفى عنا فهو لن يغلق ملف الإصلاح الدينى.. هذا القائد عاهد الله أن يسلم مصر للأجيال القادمة «دولة مدنية حديثة».
«الدين شخصى» فلا أحد يمتلك قلبك، ليس من حق محاكم التفتيش أن تشق عن صدرك أو ترفع عليك دعوى ازدراء.. وليس من حقك «فى المقابل» أن تفتش ضمير الآخر أو قلبه.. وعيك بهذه الفكرة البسيطة لا بد أن يتحول إلى «ممارسة»، فالوعى والفعل وجهان لذات العملة.
هكذا يتم تفكيك «بنية التطرف»، وهى بالأساس «بنية فكرية» أى ثقافة تعامل ولا علاقة لها بصلب أى عقيدة: «التطرف مبنى على التمييز والاستعلاء» فكيف نستبدله بثقافة «التنوع والاختلاف»؟.. علينا بنشر الوعى الصحيح بالإعلام والفن بالتعليم وقصر مهمة دور العبادة تقتصر على شعائر الديانات الثلاث، فلا تمتد لبسط نفوذها على الدولة.
فهل يمكن نزع التطرف من التعليم بينما لدينا تعليم دينى وتعليم عام؟ هل يمكن إصلاح الخطاب الدينى بينما رجال الدين يتدخلون فى الطب والسياسة والعلم.. إلخ.
لقد حدد الرئيس من قبل دور الفن، ودعا بنفسه المثقف والمبدع لنشر الوعى الدينى، ولدينا الآن إعلام يعزز قيم الوطنية والمواطنة.. ورأينا «السيسى» حاضراً لمسرح منتدى شباب العالم، وهى دفعة متميزة للفنون.
قد تحتاج كل قناة توصيل للوعى إلى مقال.. كما تحتاج كلمة الرئيس -المشار إليها- إلى أكثر من وقفة.. بعدما أجاب بنفسه على الاتهامات السخيفة: «ربنا أعز وأكبر من إن الإيمان به ييجى غصب عن الناس».. فهل يعتقد البعض أن الرئيس الذى حرر مصر من أسر «الفاشية الدينية» لا يدرك آليات «تسييس الدين» ووضع المصاحف فوق أسنّة السيوف؟!
لدينا الآن «رئيس مدنى» يقود عملية الإصلاح الدينى، وهى قد تحتاج ثورة فكرية وتشريعية واجتماعية.. والثورات لا تقف أمام عناد مؤسسة أو «فرد»، فحين تتوافر الإرادة السياسية يصبح «التنوير سيد الموقف».