قال الرئيس «محمد مرسى» فى خطابه الأخير باستاد القاهرة: «أنجزت 40% من المستهدف فى ملف النظافة، و75% فى الوقود، و60% فى المرور، و70% فى الأمن، و80% فى الخبز». وهى المشكلات الخمس الكبرى التى وعد بحلها خلال المائة يوم الأولى من حكمه. معنى ذلك أنه لم يبقَ أمامنا سوى ما يقل عن «تلتين» صفيحة «زبالة» لنحل مشكلة النظافة بشكل كامل، ولم تعد مشكلة المرور قائمة إلا فى «تلت» الشوارع فقط، ولم يعد فى بر المحروسة سوى ما يقل عن «تلت» المجرمين، ولا يتبقى لكل أسرة إلا رغيفان، كى تكمل حصتها من الأرغفة العشرة التى تحتاج إليها فى «غداها». كل ذلك فى 100 يوم فقط!.
ويعنى ذلك أن الرئيس مرسى لا يحتاج أكثر من 40 يوماً إضافياً لينهى معاناة المواطن فى هذه الملفات الخمسة. ويمكنك أن تبدأ العد فوراً، أو تضبط نتيجة ساعتك أو «تقويم» الموبايل ليرن لك جرس تنبيه، بعد مضى «الأربعين» يوماً، حتى تحتفل ومن يحيط بك بالإنجاز الرائع الذى تحقق، بحل أمهات المشكلات التى عشنا سنين طوالاً نعانى منها، إلى أن يئسنا من حلها، حتى جاءنا الرئيس «مرسى» ليملأ الأرض خبزاً وسولاراً وبنزيناً، ويزرعها برجال المرور، ويجعلها أكثر بياضاً ونظافة. فإذا كان قد حقق ما حقق فى 100 يوم، فهل يحتاج إلى أكثر من 40 يوماً ليكمل مشواره؟!.
قد يقول قائل: ولماذا لم يضرب الرئيس موعداً لمقابلة المصريين بعد 140 يوماً، وقد حلّ هذه المشكلات، بدلاً من «الربكة» التى أصابت الكثيرين، بسبب عدم حل المشكلات كاملة بعد 100 يوم؟ والإجابة: أن الرئيس أراد أن يعلّم الشعب العديد من القيم المهمة على هامش هذه التجربة الفريدة، مثل «القناعة» و«الصبر». فعندما تأخذ نصيبك وحظك كاملاً، فإن الطمع يصيبك وصبرك ينفد، أما عندما «تمز» هذا النصيب «حتة حتة»، فإنك تتعلم القناعة بما فى يدك، وتدعو الله بالمزيد، بالإضافة إلى تمكّن فضيلة الصبر من النفس حتى تطيق الانتظار.
لقد كانت الأرقام هى أروع ملمح فى خطاب الرئيس «محمد مرسى» فى الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر، فتحدث عن سعر ركعات الصلاة، كما أشرت فى مقال أمس، وتحدث بالأرقام عن حجم إنجازاته فيما وعد به، وبالأرقام أيضاً تناول قضية الدعم، وذكر أن 20% من المصريين، ممن لا يستحقون الدعم يستفيدون منه. وقد كان فى ذلك دقيقاً شديد الدقة، ولعله قد قدم لنا بهذا الرقم حلاً بسيطاً لمشكلة الدعم، يتمثل فى توعية هذه الـ«20%» بأنهم يلبسون «جلابية الغلط» عندما يفعلون ذلك. ملخص الكلام أن: ريسنا قال.. مفيش محال!.