أصل الديوان| المدرسة التوفيقية الثانوية للبنين بشبرا.. حكاية أجيال

المدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا
المدرسة التوفيقية الثانوية للبنين في شبرا أحد المباني التي تحكي جانبا من الأحداث المؤثرة في تاريخ مصر الحديث، ومبنى المدرسة السابق يرجع إلى العام 1855م، حين بناه محمد سعيد، وإلى مصر، الذى تولى حكم مصر في الفترة من 1854 م - 1863 م، على الطراز الفرنسي ليكون دار تنزه في بعض أيام العام، وحرص «سعيد» على أن يضم حديقة بديعة، تزخر أركانها بالأزهار البديعة وأجرى الماء في قنوات تحت الأرض، حتى صار القصر أبهى من القصور الموجودة على مقربة منه في هذه الفترة.
وفي سنة 1876م أعاد الخديوي إسماعيل تطوير القصر ليكون دارا للإمارة ثم دارا للضيافة، ومن بين الضيوف كان السلطان عبد العزيز خليفة المسلمين، وعند زيارته لمصر، أعجب بالقصر، وأمر أن يؤخذ تصميمه ليبنى له قصر مثله على ضفاف البوسفور، كما استضاف القصر الشريف عبدالله أمير مكة، وبنى بالطائف ضاحية أسماها شبرا تذكارا لزيارته ذلك القصر في مكة.
ولما تولى الخديوي توفيق الحكم، تنازل عن القصر لنظارة المعارف سنة 1881م، وكتب على قبة القصر العبارتان: «وما توفيقي إلا بالله، طلب الأدب أولى من طلب الذهب»، وفي سنة 1916 أمر السلطان حسين كامل، بتسميتها المدرسة التوفيقية تخليداً لذكر توفيق باشا.
تفاصيل إنشاء المدرسة التوفيقية على أنقاض القصر
وأضاف عصام حسين ناظر المدرسة حاليا لـ«الوطن»: «المبنى الحالي للمدرسة التوفيقية هو المبنى الجديد للمدرسة نفسها، وعلى المساحة نفسها الـ14 فدانا، حيث تعرضت المدرسة التوفيقية التاريخية الأصلية للحريق ضخم، أتى عليها لأنها كانت من الخشب، واحتفظت المدرسة بروح المدرسة السابقة، ومازال موجود من المبنى السابقة نافورة مياه في المشتل».
أشهر خريجي المدرسة التوفيقية:
وتابع: «تخرج في هذه المدرسة ثلاثة رؤساء وزراء، عبد الخالق باشا ثروت وزيرة الداخلية والخارجية في عشرينات القرن الماضي، عبد الفتاح يحيى رئيس وزراء مصر في الثلاثينات، ومحمد محمود باشا الذي عين رئيسا للوزراء في العشرينات، ومن أبرز خريجي المدرسة، طلعت حرب اقتصادي مصر المعروف، والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق، والشاعر الطبيب إبراهيم ناجي، والدكتور جمال حمدان المؤرخ المعروف، وعماد حمدي، وغيرهم».
وتحدث الدكتور عصام غالب سيفين، أحد الخريجين من المدرسة التوفيقية، قائلا لـ«الوطن»: «حصلت على الثانوية العامة من المدرسة التوفيقية في 1977، وكنت من الخمسة الأوائل على المدرسة وتم تكريمي ومجموعي المرتفع أهلني لدخول كلية الطب، مازالت ذاكرتي تحتفظ بالكثير من الذكريات الطيبة مع الزملاء والمدرسين في هذه المدرسة، لافتا إلى أن والده تخرج من المدرسة نفسها دفعة 1937، وهو سبب مضاعف للاعتزاز بها وقربها من قلبي».