سليم العوا | «القعيد»: «العوا» خطر على مصر و أخشى عليها من مرجعيته الدينية
فند الأديب يوسف القعيد أسباب رفضه لتولى الدكتور محمد سليم العوا الرئاسة، بأنه ضد أى وصول لمرشح له خلفية دينية إلى سدة الحكم، فى ظل سيطرة الإسلاميين على السلطة التشريعية وبعض المناصب التنفيذية، الأمر الذى يهدد بتحويل مصر إلى دولة دينية بشكل صريح، حسب رؤيته، ويوضح أن «العوا» تحديداً تصاحبه انتقادات تتعلق بترحيبه بالمد الشيعى، فى مصر، إضافة إلى موقفه الشهير مع الأقباط، حيث اتهمهم بوجود سلاح داخل الكنائس، مؤكداً أن حمدين صباحى هو الرئيس الأمثل لمصر 25 يناير.
* لماذا ترفض تأييد الدكتور سليم العوا؟
- بالرغم من أن موقف العوا من حرية الفن والتعبير جيد، خاصة بعد دفاعه عن رواية «أولاد حارتنا» أثناء هجوم التيار السلفى على أدب نجيب محفوظ، فإن السبب الحقيقى فى امتناعى عن دعمه هو موقفه الشهير مع الأقباط، واتهاماته المجردة بشأن وجود فعلى للأسلحة فى الكنائس والأديرة، فى العام 2008، إضافة لموقفه المثير للقلق، بشأن التقارب مع الفكر الشيعى وترحيبه الدائم بتوطيد العلاقات مع إيران، الأمر الذى يزيد من قلقى تجاه سياسته الخارجية حال توليه الرئاسة .
* ما الوعود التى سيخفق العوا فى تحقيقها حال توليه الرئاسة؟
- لا وعود بصفة عامة سيخفق فيها العوا، وبافتراض النية الحسنة المتوافرة، فأنا أرفض شخصياً أن يوجد على رأس هرم السلطة فى مصر حاليا رئيس ذو مرجعية دينية، فنحن لدينا أغلبية برلمانية إسلامية، ونقابات يسيطر عليها التيار الإسلامى، ومخاوفى من العوا هى نفس مخاوفى من أى رئيس ذى خلفية إسلامية، قد يلجأ لمغازلة أنصاره ومؤيديه بتحجيم حرية الفن والتعبير، وعليه يجب أن نسعى من أجل منح مقعد الرئاسة لممثل للتيار المدنى، الذى سيكون بالأساس معبراً عن روح الثورة.
* إذن أنت تسعى من أجل وصول مرشح يمثل التيار المدنى للرئاسة، فمن هو؟
- حمدين صباحى، هو بالفعل «واحد مننا»، ويملك القدرة على تحقيق مطالب ثورة 25 يناير، التى نادت بالحرية والعدالة الاجتماعية، أما على المستوى الشخصى، فهو مرشح يسارى يرضى غرورى بأن تظل حرية الفن والأدب دون أى مساس.
*وماذا يميز صباحى عن العوا؟
- مرجعية صباحى تختلف كلياً عن مرجعية العوا، فحمدين يستطيع استرجاع حلم القومية الناصرية والسعى جدياً نحو تحقيق الوحدة العربية بمفهوم عصرى، وأنا شخصياً لا يزال يداعبنى حلم جمال عبدالناصر بالقومية، وأرى فى حمدين القدرة لتحقيقها، إضافة لكونه رئيسا «من قلب مصر» ليس قادماً من التجمع الخامس كغيره من المرشحين، إضافة لوضوحه التام فى مسألة الدولة المدنية، بعيداً عن التصريحات الغامضة المغلفة بعبارات المجاملة، وأراه رئيسا يتقبل النقد والنصيحة، وليس مثل منافسيه، سواء من التيار المدنى الثورى أو الإسلامى، الذين يدعون أنهم يملكون الحقيقة الكاملة.
* كيف تقيِّم فرص صباحى مقارنة بفرص العوا؟
- أسهم صباحى تتصاعد لحظة بعد لحظة، وأعتقد أن إمكانية نجاحه فى الجولة الأولى للانتخابات ستكون مفاجأة، لكن ما يثير مخاوفى حقيقة، هو تكرار سيناريو الحشد الانتخابى، على الطريقة الدينية، مثلما حدث فى الانتخابات البرلمانية فى العام الماضى، ولكن ما يطمئننى قليلاً أن الشارع المصرى بدأ يتحسس خطاه نحو رئيس يلبى طموحاته، بعيداً عن الوعود البراقة الزائفة.
* إذا وصل العوا إلى لحكم، فكيف سيتعامل معه المثقفون فى ظل تخوفاتكم من تقييد حرية الرأى والتعبير؟
- ستكون هناك أزمة حقيقة، ليس فى العوا فقط، ولكن الأمر ينطبق على أقرانه من مرشحى التيار الإسلامى، فجميعهم هدفهم واحد فقط لا غير «دولة بمرجعية دينية»، وليس هناك بالأساس ما يسمى بالدولة ذات المرجعية الدينية، فإما دولة مدنية ديمقراطية معاصرة أو دولة دينية صريحة.