الغرب يواصل التجسيد بـ"آلهة وملوك".. والشرق يخشى على "العقيدة"
تناول قصص "الأنبياء، الصحابة" وما شابه.. يختلف الأمر من الشرق إلى الغرب، هنا تمنع هذه الأعمال أو توضع عليها القيود خوفًا على "العقيدة"، وهناك يكون الأمر مباحًا إلى حد ما، فـ"آلهة وملوك" أحدث أفلام الغرب التي تتناول قصة نبى الله موسى مع فرعون، والمقرر طرحه في ديسمبر المقبل، وما زال آخر ما صنعته مصر في هذا المجال فيلم "الشيماء" الذي طُرح عام 1972، هو وأفلام أخرى مشابهة؛ مثل "الهجرة" للفنانة ماجدة، وتناولت جميعها عصر سيدنا محمد وليس تاريخه، بينما هناك أبطال أساسيون وبداخل الأحداث يبرز الكلام عن نبي الله وفترة الهجرة فقط، دون تناول أعمق في سيرته.
فضلًا عن عدم ذكر أنبياء آخرين مثل "عيسى، موسى، داوود، سليمان" أو أي نبي آخر في أي عمل ديني، لذا تُرجع الناقدة الفنية ماجدة خير الله ذلك إلى وجود مشكلات عدة أهمها المؤسسات التي تتدخل في الإبداع كالمؤسسات الدينية "الأزهر والكنيسة"، وأشخاص يعتبرون أنفسهم أوصياء على الإبداع.
"يوسف شاهين أما حب يعمل سيرة سيدنا يوسف اترفض وهوجم كثيرًا، حتى غيَّر في السيناريو واسم البطل وعرض الفيلم باسم (المهاجر)"، أضافت "خير الله" في تصريح لـ"الوطن"، أن الشيء نفسه تكرر مع المخرج مصطفى العقاد، مخرج فيلم "الرسالة"، بسبب أنه أظهر ناقة سيدنا محمد أثناء دخوله المدينة بعد هجرته من مكة، مستنكرة: "خلوا الناقة كمان مقدسة"، وعرضته جميع دول العالم الإسلامي بما فيهم دول من الخليج العربي ولم يُعرض في مصر حتى الآن.
وأكدت الناقدة الفنية أن البعض يتحجج بأن عرض مثل هذه الأفلام قد يغير من عقيدة شخص، مشيرة إلى أن لا صحة لذلك وإذا تغيرت عقيدة أحدهم فذلك بسبب "خلل" عنده ولا دخل للعمل الفني بها، لافتة إلى وجود كتب مسيئة للرسول لذا يجب الرد عليها إما بالكتب أو بالفن، وترى أن الأزمة الأساسية تكمن في شركات الإنتاج السينمائي التي لا تملك الشجاعة لتحمل تكلفة فيلم ديني بكل ما يحتاجه من ديكورات وملابس وما إلى ذلك.
"فيلم (آلهة وملوك) ممكن يعرض في مصر لأن عنوانه ليس مباشرًا كفيلم (نوح)" لذا قد لا يلتفتون إليه أو تكون الحجة بأنه لم يقل إنه يتناول سيرة سيدنا موسى، وأضافت "ماجدة" أنه إذا مُنع لا يمنع ذلك الشباب عنه، ويستطيعون مشاهدته على الإنترنت عقب عرضه في الدور السينما الأوروبية بأسبوعين أو أقل.