د. هبة النادي تكتب: سر السعادة «يقيني بك يكفيني»
د. هبة إبراهيم النادي أستاذ مشارك العقيدة والأديان
أهديكم اليوم كلمات ستكون سر سعادتكم، هذه الكلمات التي أشعر أنها سبب من أسباب الرضا والطمأنينة التي طالما نعيش لنبحث عن ذرة منها ألا وهي "يقيني بالله يقيني"، يقيني بك يكفيني".
فبين هذه الكلمات جناس تام ومعنى رائع فما أجمل من أن تكون ثقتك وإيمانك واعتقادك بالله يؤدي بك إلى أن تنال رحمة الله وحمايته ويكون ربك كافي فهو وحده يعلم ما في صدرك فيقينك بأن الله لن يضيعك، يقينك بأن الله سيعينك، يقينك بأن الله لن يخيب ظنونك، هو أول الطريق ليكون ربك لك كافيًا.
لا تحتاج إلى وساطة عبد ولا قلق ولا شك ولا ريبة ولا تردد بل أن هذا اليقين بالله يهديك راحة البال والخاطر لماذا ييأس المريض؟ لماذا ييأس الفقير؟ لأنه لم يكن موقنًا، لأنه لو أيقنَ لَمَا يئس ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ فكلما زاد يقينك زاد صمودك، ففي كل مرة أسمع فيها قول الله ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ يقشعر لها بدني ماذا أريد بعدما قال لي لا إله إلا أنا لا مالك إلا أنا لا أريد منكم الا أن تعبدون، وحينما أسمع ربي يناديني في الحديث القدسي "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ" أذكروا الله و"أحسنوا الظن بالله".
اليقين يجعلك تتحمل كل المتاعب والمصائب وتعيشُ تنتظر وعد الله: ﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ" (القصص:61)، استشعروا الله فهو بجواركم يجيب دعوة الداعي ولكن شرط الدعاء فالأمر هين وهو الدعاء مع اليقين، فمن عرف الدنيا لم يفرح لفرح ولم يحزن لحزن، فالخالق يأخذ منك في دنياك ليعطيك في الآخرة؛ فما ابتلاك إلا ليُجزيك وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (الذاريات:20) للموقنين فقط.فلن يكشف ضرك إلا اليقين بالله فإنه النافع الضار، قال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يونس107].