أعلنت مؤخراً الشركة المتحدة عن إطلاق مشروعها الجديد «نبتة» لإنتاج أكبر محتوى تعليمى وترفيهى للأطفال على مستوى الوطن العربى، فى خطوة شديدة الأهمية من قبَل الشركة والدولة المصرية لبناء وعى أطفالنا، بعيداً عن المحتوى المستورد، الذى يحمل الكثير من الألغام، التى تهدد مستقبلنا وتهدم القيم والمعتقدات التى يرتكز عليها مجتمعنا المصرى والعربى.
فالمتابع الجيد لما يحدث فى صناعة محتوى الطفل حول العالم، وسيطرة لوبى المثلية الجنسية وفرض سيطرتهم على كبرى شركات الإنتاج فى العالم، يعلم جيداً أن أطفالنا مهددون بشكل كبير فيما يشاهدونه على القنوات والمنصات العالمية من مواد تروج للمثلية الجنسية، عن طريق تحويل أبطال الأعمال التى يتعلق بها الأطفال إلى مثليين جنسياً.. وهو ما يهدد أمن وسلامة مستقبلهم وسلوكهم.. ومن هنا نثمن جهود الشركة المتحدة وتبنيها لمشروع «نبتة» لتقديم محتوى تعليمى وتثقيفى وترفيهى للطفل المصرى والعربى، يتناسب مع معتقدات وعادات وتقاليد مجتمعه، بالطبع الشركة ستواجه صعوبة فى ظل عدم تحقيق هذا المحتوى لأى عائد إعلانى، يعوض ما سيتم إنفاقه على صناعة محتوى متنوع من برامج أطفال ومسلسلات كرتون وغيرها من المواد التى تجذب الطفل، لأن السوق الإعلانية المصرية لم تعتد بعد على مثل هذه النوعية من الأعمال، ولأن المعلن يضع دائماً الرهان على الأعمال التى بها أسماء النجوم.. ولكن التحدى الأكبر أن تتصدى الشركة لهذا المشروع الكبير وتتحمل مسئوليته فى وقت صعب، فى محاولة منها لإنقاذ الطفل المصرى وإعادة بناء وعيه بما يحقق النجاح له مستقبلاً.. وليس هذا المشروع فقط التى تحاول فيه الشركة المتحدة المساهمة فى إعادة بناء الوعى.. فالتعاون المستمر بين الشركة ووزارة الثقافة المصرية يؤكد اهتمام الشركة ببناء وعى المشاهدين عبر منصاتها المختلفة؛ من صحف ومواقع صحفية وقنوات فضائية ومحطات إذاعية، وعن طريق إتاحة المحتوى القيم الذى تنتجه وزارة الثقافة سنوياً من مهرجانات موسيقية وعروض مسرحية للمشاهد المصرى والعربى، بالإضافة للإعلان مؤخراً عن تولى الشركة المتحدة تطوير مشروع سينما الشعب خلال الفترة المقبلة، وتنويع المحتوى بداخله، وزيادة دور العرض التابعة للمشروع فى جميع محافظات مصر. هذا المشروع العظيم التى تتيح فيه وزارة الثقافة عروضاً سينمائية لأفلام جديدة بأسعار تذاكر تتراوح بين الـ20 والـ40 جنيهاً مصرياً.. فى وقت تصل فيه أسعار تذاكر السينما إلى 150 جنيهاً مصرياً للفرد الواحد.. وهو المشروع الذى سيحقق نجاحاً كبيراً ليس داخل العاصمة فقط ولكن عبر مختلف قصور الثقافة الموجودة داخل جميع المحافظات المصرية.. ليتمكن أهلنا فى جميع محافظات مصر من حضور عروض للأفلام الجديدة والتعرف أيضاً على مختلف نشاطات قصور الثقافة التابعة لها.. وهو ما يعيد الشباب والأطفال مرة أخرى للارتقاء بأذواقهم وسلوكهم.. وهناك أيضاً البروتوكول الموقع بين الشركة المتحدة ووزارة الشباب والرياضة لتقديم أكبر مسابقة لاكتشاف المواهب الكروية فى عمر 14 عاماً، بجميع محافظات مصر، تحت إشراف لجنة علمية ورياضية مشكلة من قبَل وزارة الشباب والرياضة.. فماذا نتوقع من أطفال يتابعون حفلات الموسيقى ويشاهدون أفلام السينما ويحضرون ندوات حولها ويمارسون الرياضة؟.. هل سيخرج من بينهم فى يوم من الأيام إرهابى أو عدو لمجتمعه؟.. الكراهية لا تزرع إلا فى الزوايا والكنائس البعيدة عن أعين الناس فى المدن والقرى الصغيرة.. ولكن عندما تستعيد قصور الثقافة والمسارح والمكتبات ومراكز الشباب مكانتها.. فلا خوف على مستقبل هذا الوطن ولا مستقبل أبنائه.