«كلب» تسبب في نزاع بين أرمنت وفرنسا.. ما القصة؟
الكلب الأرمنتي- صورة تعبيرية
يحظى الكلب «الأرمنتي» بشهرة عالمية بشكله المميز من الشعر الغزير الكثيف والعينان الضيقتان، ولكن قد لا يعرف البعض أن أصل «الكلب الأرمنتي» مصري من مدينة أرمنت جنوب الأقصر، وهو أساس تسميته بذلك الاسم، وبعض الروايات التاريخية تشير إلى أن أصله فرعوني وأنه كان يحرس معبد تحتمس الثالث بأرمنت.
يرجع إلى المهندسين الفرنسيين الذين بنوا المصنع
ينفي الدكتور منصور النوبي، عميد كلية الآثار بجامعة الأقصر الأسبق، رواية أن أصل الكلب الأرمنتي يعود إلى الفراعنة، فهو يشير إلى أن أصل الكلب الأرمنتي يرجع إلى المهندسين الفرنسيين الذين أشرفوا على تشييد مصنع سكر أرمنت مع نهاية القرن التاسع عشر، حيث أحضر بعضهم في رحلتهم إلى مصر وخاصة مدينة أرمنت فصيلة متميزة من الكلاب وعند مغادرتهم تركوها لكبر سنها.
«الكلب» يتميز بالقوة والوفاء
اختلاط الكلاب التي تركها المهندسين الفرنسيين مع المنتشرة في الأقصر كان السبب في ظهور الكلب «الأرمنتي» المعروف حاليا بحسب «النوبي» في حديثه لـ«الوطن»: «الاختلطت كلاب الفرنسية مع كلاب قرية المراعزة بأرمنت المحيطة بالمصنع مما نتج عنه نوع من الكلاب هجين يتميز بالشعر الكثيف أطلق عليه لشهرته الكلب الأرمنتي».
سبب شهرة هذا النوع من الكلاب وانتشار تربيته بحسب «النوبي» أنه يتميز بالقوة وبالوفاء، مما جعله من أرقى كلاب الحراسة في العالم نظرا لشجاعته وقدرته الفائقة على السهر وتمييز الأشخاص ومطاردة أي لص، ولذلك يطلق عليه محليا لقب«سبع الليل».
يمتاز الكلب الأرمنتي بحسب «النوبي» بالذكاء الشديد وقدرته الكبيرة على معرفة الاشخاص القريبة والاشخاص الغريبة عنه، فضلا عن المظهر الجميل الذي يتميز به الكلب الأرمنتي والشعر الكثيف جدا بألوانه المتعددة جعلته كلب حراسة يستحوذ اختيارات المولعين بالمنظرة والزينة بجانب الحراسة.
هناك 3 أنواع من الكلب الأرمنتي، وفق الباحث الأثري محمد إمام، لـ«الوطن» موضحا أن أول نوع هو «الكباشي» ويتميز بطول الفم، والثاني «المرعزي» نسبة إلى قرية المراعزة، جنوب أرمنت، ويشتهر بقدرته على تمييز الأشخاص وعنفه، أما النوع الثالث هو الكلب «الأرمنتي» وهو خليط بين النوعين السابقين: «بسبب بنيته، وفكه القوي يحتاج نظاما غذائيا خاصا، ويجب اقتناؤه وهو جرو صغير لا يتعدى عمره الشهرين لكي يتم السيطرة عليه من قبل مقتنيه نظرا لقوته وشراسته».
نزاع بين أرمنت وفرنسا
وقد تسبب الكلب الأرمنتي، في نزاع بين أرمنت بجنوب الأقصر وفرنسا بحسب «أمام» بسبب قيام فرنسا منذ أعوام بمحاولة ضم تلك السلالة من الكلاب لها وزعمت أنها سلالة فرنسية من أيام الحملة الفرنسية على مصر حيث تم جلبها مع الحملة لكن العديد من المؤرخين والنقاد من أبناء أرمنت تعاونوا مع الجمعية المصرية لتربية الكلاب وطالبوا الاتحاد الدولي بتسجيل سلالة كلاب الأرمنت على أنها مصرية خالصة.
الدراسات التاريخية التي أجريت على أصل هذه السلالة أثبتت أنها ظهرت أثناء تحرير مصر وتوحيد الجنوب في عهد الملك الفرعوني انتف حيث ظهرت صورة لهذا الملك يجلس بجانبه 5 كلاب لذلك سميت السلسلة بـ«كلاب ارمنت» وذلك بسبب أن الملك «انتف» كان يتواجد في بلده أرمنت»، ووفق «إمام».