لا يعرف أحد ما الذى يريده إيلون ماسك من تويتر؟لا يمكن أن يكون «ماسك»، أغنى رجال العالم، قد اشترى «تويتر» لإعادة حساب دونالد ترامب كما تقول نكتة متداولة. ولا يمكن أيضاً أن يكون سبب شرائه تعمُّد إشعال المشكلات.. ورفت الموظفين.مشاكل تويتر مستمرة فى التصاعد من أول ما اشتراه، خصوصاً بعدما رفت ماسك، ضمن من سرّحهم، خبراء سلامة المحتوى والرقابة على المضمون، بعدما سرّح نحو 75% تقريباً من الموظفين الذين لجأوا للمحكمة.لكن من تبقى من الموظفين تخوّفوا من سقوط الموقع، أو اختراقه.. وهو ما رد عليه ماسك بدم بارد: سوف أديره بمن فيه.. ومن قبلوا تخفيض رواتبهم كى تمر الأزمة.مرة ثانية، لا يمكن أن يكون ماسك قد اشترى تويتر كى يخفض المرتبات. ثم أى أزمة تلك التى قصدها؟الأزمة هو الذى صنعها، والأحداث شديدة الضبابية التى يشهدها موقع التواصل الأشهر هى من صُنع مالك شركة تيسلا الذى يبدو حتى الآن أنه لا يعرف لماذا اشترى تويتر.. ولا ماذا يريد أن يفعل به.هل يكسب تويتر؟الحقيقة مكاسب خرافية قبل أن يستحوذ عليه إيلون ماسك.الآن لا أحد يستطيع أن يتكهن ما إذا كان تويتر سيستمر فى مكاسبه، ناهيك عن عدم القدرة على التكهن باستمرار المنصة من الأساس.إشمعنى تويتر؟السؤال مهم، تجيب عنه إحصائيات أثبتت أنه الأكثر تأثيراً فى السياسة وفى الاقتصاد.. وفى الاجتماع أيضاً.تويتر رغم أزمته المستمرة بالتنافس مع جوجل وفيس بوك وحتى لينكد إن، صُنف على أنه أداة أساسية للتواصل الاجتماعى خلال الاضطرابات السياسية.ثم إنه أداة خبرية أيضاً.. بامتياز. منه عرف المرتادون خبر وفاة ويتنى هيوستن قبل 55 دقيقة من تأكيد وكالة أسوشييتد برس.وصل تويتر إلى 200 مليون مستخدم نشط. يعنى 200 مليون فرصة لتضخيم ونشر والتفاعل مع أى تغريدة حتى ولو كانت غير سليمة، بمعلومات مسيّسة أو لها غرض، ومن على تويتر شن باراك أوباما حربه الانتخابية عام 2012.لكن تويتر الذى كان يناضل كى يستمر فى إطار التنافس مع فيس بوك، قابلته عواصف من الاتهامات بالمساهمة قاصداً فى التضليل، أشهرها اتهامات بالتحيز فى الانتخابات للمرشح دونالد ترامب قبل فوزه.قالوا إن تويتر أسهم فى نشر معلومات مضللة أدت لفوز ترامب، وقال ترامب فيما بعد إن تويتر منحاز إلى خصومه فحظر حسابه بعد اقتحام الكابيتول.كان تويتر متهماً من الجميع، وفيما زاد رأس ماله، زادت الاتهامات بالأخبار الموجهة، والتويتات المضللة.وبقى يصارع حتى جاءت أزمة كورونا، واستطاع الهاكرز اختراقه والوصول إلى 10 حسابات رفيعة المستوى منها الرئيس بايدن وجيف بيزوس.. وماسك نفسه الذى لم يكن قد أعلن نيته شراء المنصة بعد.كانت كل الأمور ضبابية، والخيوط شديدة التشابك، ولم يكن أحد يعرف حتى بداية العام الجارى ما الذى تريده إدارة المنصة؟هل كان الهدف أن يكتسب الموقع مزيداً من الأرباح بالتدريج؟ أم أن الغرض كان زيادة قدرة المنصة كسلاح فى الأوقات الصعبة على خريطة السياسة المتوترة حول العالم؟المهم.. فى أثناء مشكلات داخلية واتهامات خارجية عرض إيلون ماسك 44 مليار دولار للشراء، ثم تراجع بعد فترة.هدد البائعون باللجوء للقضاء لو لم يسيّر ماسك الصفقة.. وقد كان.لكن يبدو أن الصفقة من أولها «مشمومة» زى ما بنقول بالبلدى، فقد دخل ماسك مقر تويتر بـ«حوض بورسالين» كى يستبدل به حوضاً قديماً فى حمام مكتبه، ثم أصدر قراره بإقالة 75% من مديرى السياسات ومسئولى الرقابة ومسئولى الإدارة المخضرمين.. وقال إنه هيشتغل بمفرده!طبعاً مش ممكن.