«أسامة».. من «بودي جارد» إلى بائع سبح: غيّرت حياتي (فيديو)
يمتلك أكثر من 30 قطعة ويعتبرها تجارة مع الله
أشهر بائع سبح فى «السيدة»
كلما تحسس حبّاتها أراحت قلبه وأزاحت همومه، يذهب بها حيث يشاء، فتضيء طريقه بأنوارها وتعلّق قلبه بحبها، فما زال أسامة الجعفري يتذكر المرة الأولى التي أمسك حبّاتها بقوة، قبل 8 أعوام، ومن وقتها تبدّل حال الرجل الثلاثيني من «بودى جارد» حفلات غنائية إلى صاحب محل سبح بجوار مسجد السيدة زينب.
حياة مضطربة عاشها «أسامة»، فهو الفتى مفتول العضلات، الذي عمل «بودى جارد» لمطربي الحفلات الغنائية، مهنة قرر الابتعاد عنها ورغب في البحث عن مصدر رزق آمن، فسافر إلى إحدى الدول العربية، حيث يعمل ابن عمه.
حلم «أسامة» بالوظيفة، لكن الأمر لم يمضِ كما شاء، ظل حبيس المنزل، يملأ الفكر رأسه، قبل أن تلمع حبّات السبحة أمام عينيه، حملها بين يديه، ومرّرها بين أصابعه، فانساب الذكر بين شفتيه، وردّد ما أراح قلبه: «كانت أول مرة أسبح 3 ساعات متواصلة.. راحة عجيبة حسيتها».
مع مرور الأيام أصبحت السبحة خير أنيس لـ«أسامة» في بلد لم يعرف فيه سوى نجل عمه: «يومي كله كان ماشي على السبحة.. معرفش حاجة غيرها»، ألهمته القراءة في كتب الصالحين، ليغرق في مزيد من الأذكار الربانية، ويُقبل على قراءة القرآن الكريم، ويلتزم بالصلوات الخمس.
تعلّق «أسامة» بالسبح دفعه لافتتاح محل لبيعها
انتهت غربة «أسامة» وعاد كأنّه وُلد من جديد، لا تفارقه السبحة سوى في موعد نومه: «السبحة هي مُذكِّر.. وما دام مسكتها يبقى أسبح عليها»، ليحمل نحو 30 سبحة بأنواعها المختلفة، ولكل منها أورادها الخاصة.
تعلق «أسامة» بالسبح دفعه لافتتاح محل لبيعها بجوار مقام السيدة زينب، ولم يكتفِ بذلك، فأصر على تعلم صناعتها. وتبقى المحبة هي أساس تجارة «أسامة» للسبح، فأبواب محله مفتوحة أمام العاجزين عن شراء السبحة: «لو حد عاوز سبحة وميملكش تمنها مينفعش أقول له لأ.. لو مأخدتش فلوس يبقى أخدت ثواب».