«السبحة» من الحصى للأحجار الكريمة.. «بنت الرسول» أول من صنعها (فيديو)
سبحة الخليفة المقتدر العباسى بـ100 ألف دينار.. والتصوّف سبب انتشارها
محمود مرزوق
ربما اختلف الباحثون حول التاريخ الدقيق لنشأة السبحة، فمنذ ظهور الإسلام كانت رمز للذكر والتسبيح، تعدّدت أشكالها، بداية من الحصى وصولا إلى الأحجار الكريمة، ورغم الاختلاف بقيت السبحة رمزا للسكينة والطمأنينة التي تبث في نفس حاملها.
«يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته»، و«سبح اسم ربك الأعلى»، وغيرهما من آيات قرآنية تحض على التسبيح، وكانت النور الهادي لوجود السبحة، وحسب محمود مرزوق، باحث في الآثار الإسلامية، فإنّ السيدة فاطمة الزهراء، أول من حملت السبحة.
السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله، رضي الله عنها، كانت أول من نظم السبحة في شكلها المعتاد المكون من 33 خرزة، ووفقا لـ«مرزوق»، كانت من «حبّات الحصي»، ثم بدأت السبحة تنتشر بين المسلمين.
سبحة زوجة الخليفة هارون الرشيد قُدّرت بـ50 ألف دينار
مع اختلاف شكل السبحة، تعدّدت الأغراض من وراء حملها، بين الذكر والمكانة الاجتماعية، وقال إنّ السيدة زبيدة، زوجة الخليفة هارون الرشيد، كانت من أشهر حاملي السبح، إذ قُدّر ثمن سبحتها بـ50 ألف دينار، وأيضا الخليفة المقتدر العباسي، الذي حمل سبحة وصل ثمنها إلى 100 ألف دينار.
ومع انتشار التصوّف زادت شهرة السبحة، إذ أوضح «مرزوق» أنّ أهل التصوّف لديهم الكثير من الأذكار والأوراد المرتبطة بالعدد، لذلك بدأوا استخدام السبحة بكثرة، ومن ثم تطوّر شكلها من 33 إلى 99 حبة، وهي من الأشكال المنتشرة حاليا.
أما عن حمل المسيحيين للسبحة، فأوضح «مرزوق» أنّها وُجدت أيضا في عصر المسيحية، خاصة وقتما تعرّض المسيحيون للاضطهاد، فكانت السبحة وسيلة لجمع شملهم ببعض، لكنها بقيت مكونة من 33 خرزة، رمز لسنوات مكوث السيد المسيح (عليه السلام) على الأرض.