دبلوماسية ملتزمة بـ«الحياد الإيجابي».. يحترمها العالم ويقدّر رؤيتها
الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه «بايدن» أثناء قمة المناخ بشرم الشيخ «صورة أرشيفية»
جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن مصر هى الرقم الصحيح فى معادلة الاستقرار العالمى، كنتيجة لما استطاعت مصر أن تحقّقه فى كثير من الملفات، سواء على المستوى المتعلق بقمة المناخ بشرم الشيخ نفسها وما استطاعت أن تحقّقه فى ظروف صعبة، وأيضاً ما يتعلق بالمستويين الإقليمى والدولى فى غيرها من القضايا، ومن ثم فالكلمة كانت تعبيراً عما وصلنا إليه، وليس عما نريد أن نصل إليه، حسب عدد من المراقبين.
«الرئيس يعنى ما يقوله».. بتلك الكلمات استهل الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والخبير فى شئون الشرق الأوسط، تعليقه على هذه الجملة من حديث الرئيس، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، وقال إنه فى تقديره أن الرئيس ينقل رسالة يقول فيها للإقليم وللدول الكبرى إن مصر هى التى تضبط الاستقرار فى الإقليم بأكمله، وإن الإقليم كما يقول الرئيس السيسى هو إقليم مضطرب بكل ما يعنى عدم الاستقرار من معانٍ، مضيفاً أنه «وبالتالى حينما تصبح مصر نموذجاً للاستقرار فى الإقليم، فهى تؤدى دورها الكبير فى المنظومة الإقليمية والدولية، وهى تحتل بطبيعة الحال مكانة كبيرة فى العالم».
وأوضح «فهمى» أن مؤتمر المناخ كشف عن عدة أمور يأتى فى مقدمتها أن القضية ليست فى عدد المشاركين، وإنما الأهم القادة وزعماء العالم الذين حضروا، ومن ثم فإن حضور الرئيس الأمريكى فى مدينة شرم الشيخ كان له ما يبرّره، أى الحرص الكبير على المشاركة، والذى كان بمثابة رسالة من الأمريكيين أن مصر بلد مهم لا يجب أن يُترك على مستوى الشراكة، وأنه يحتل مساحة كبيرة فى الاستراتيجية الأمريكية، وأنه يجب دعمه بصورة أو بأخرى. وأضاف أستاذ العلوم السياسية أنه قد رأينا صور الرئيس الأمريكى جو بايدن والرئيس السيسى، التى كانت بها لغة جسد تعبّر عن التقدير الكبير لمكانة مصر، فالأمر مرتبط هنا بالدور الذى تلعبه مصر فى ضبط الاستقرار العالمى.
أستاذ «سياسة»: مكانة مصر لدى العالم أكبر من «جنيف».. وأمريكا تعتبرها ركيزة للاستقرار
ويقول أستاذ العلوم السياسية إن البعض يقول إن مصر جنيف الشرق الأوسط، لكن الحقيقة أن التقدير العالمى لمكانة مصر أكبر من جنيف، وقد كشفت الأزمات المختلفة والمواقف تجاه بعض الدول التى كانت تعادى مصر أن الرئيس السيسى لديه عقيدة فى التعامل مع تلك الدول تنطلق من مكانة مصر وتقديرها، فلم نجده فى مناسبة واحدة يذكر قادة أىٍّ من تلك الدول، أو يسىء إلى شعوب تلك الدول رغم ما حدث، ولم ينتقد أى دولة بالاسم.
دبلوماسي سابق: «القاهرة» تسعى لتسوية النزاعات سلميا وعدم التلويح باستخدام القوة في العلاقات الدولية
من جهته، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس السيسى يقصد أنه فى ظل حالة الاضطراب وحالة الحروب والأزمات المشتعلة فى منطقة الشرق الأوسط، سواء فى ليبيا أو فى السودان والعراق وغيرها، فإن مصر هى الدولة الوحيدة المستقرة، وهى الدولة التى بها الأمن والأمان وسط هذه المنطقة، وهذه حقيقة. وأضاف «حسن» أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت من أكثر مناطق العالم أزمات وتوترات وحروباً داخلية وصراعات بين الدول، وحين ننظر إلى خريطة المنطقة نجد أن مصر من أكثر الدول استقراراً. وقال السفير «حسن» إن حالة الاستقرار الداخلى والأمن كان من شأنها القيام ببرنامج الإصلاح الاقتصادى وجذب المستثمرين، كما أصبحت لدينا القدرة على صد أى تدخّل خارجى فى شئوننا، سواء من قوى إرهابية أو غيرها، كما أننا بالنسبة للمناطق الأخرى المضطربة، نساعد على استقرارها، ومن ثم تلعب القاهرة دوراً فى تحقيق الاستقرار بالمنطقة.
بدوره، يقول السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة المناخ فى مصر كانت فرصة تم الاستماع فيها إلى جميع الآراء، سواء الدول الغنية والدول الصناعية المتقدمة، وكذلك الدول النامية والدول الأفريقية، والدول المنتجة للبترول، وكل طرف من هذه الأطراف له رأى بالنسبة لمسألة التعامل مع الانبعاثات الحرارية، وما يمكن للمجتمع الدولى القيام به. وأضاف السفير حسين هريدى أن مصر استطاعت أن تتوصل إلى حل، بالإضافة إلى الاتفاق على إنشاء صندوق للتعويضات والأضرار.