بثبات وثقة يتحدث رئيس الجمهورية عن العمل الذى يتم على أرض مصر.. المسئول التنفيذى الأعلى فى الدولة، يعلم حجم التحديات بدقة تفوق أشد المتشائمين.. وهو ما يعنى منطقياً أن الثبات والثقة ليسا بمعزل عن تلك التحديات أو نابعين من غفلة عنها.
فى الوقت نفسه.. الكل يعلم أن مصر تشهد معدلات تنفيذ ممتازة وغير مسبوقة منذ 8 سنوات، لمشروعات قومية عملاقة، لكن فى كثير من الأحيان يكون لرئيس الجمهورية رأى آخر!
وهنا مفارقة تستحق التوقف.. الرجل وجه لوماً واضحاً لبعض المسئولين خلال افتتاحات الإسكندرية عما وصفه بطول مدة تنفيذ بعض المشروعات، رغم حجم العمل الهائل الذى لا تخطئه عين!
هذا مفتاح تستطيع أن تفهم من خلاله من أين يأتى الثبات، ومن أين تُستمد الثقة.. من بذل الجهد أضعافاً مضاعفة..
خلال أسبوع، افتتحت الدولة المصرية عدداً من المشروعات القومية، منها المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة وعدد من المشروعات القومية بالإسكندرية.
تحدث الافتتاحات فى خضّم أزمة عالمية طاحنة، واقتصادات كبرى يطاردها شبح الركود.. هذا الحجم من العمل هو سلاح الدولة المصرية فى مواجهة الأزمة.. الأحداث تثبت أن السلاح فعّال للغاية.
بالتزامن مع الافتتاحات، ونتيجة عدم توقف ماكينة الاقتصاد، تتفق 29 شركة عالمية عملاقة منها مايكروسوفت وأمازون وIBM، مع الحكومة المصرية، على التوسع فى نشاط التعهيد «outsourcing»، مع مخطط لتوظيف 34 ألفاً، وإضافة مليار دولار للصادرات المصرية الرقمية بحلول عام 2025.
وبينما تقرأ هذه السطور، يعمل مصنع 200 الحربى على إنتاج 100 حافلة لصالح مشروع الأوتوبيس الترددى على الطريق الدائرى، بنسبة تصنيع محلى تصل إلى 60%.
تستهدف مصر توطين صناعة الأوتوبيسات الكهربائية، ورفع نسبة التصنيع المحلى تدريجيا لتصل إلى 100%، أما شركة جلوبال أوتو، وكيل سيارات bmw الجديد، فتستعد لإنتاج السيارة محلياً خلال شهر يناير، بينما تدرس شركة بيجو الفرنسية بدء التصنيع محلياً فى مصر خلال 2023.
كما تفكر نيسان فى زيادة إنتاجها المحلى.. كيف وصلنا إلى هنا؟ ما علاقة الرئيس والافتتاحات ومعدلات التنفيذ بالسيارات؟ يقول الخبراء إن الاقتصاد حلقات متصلة، أنت تجرى اتصالاً بسوبر ماركت تحت منزلك لتطلب «أوردر»، والمسئول عن تلقى المكالمة يحتاج قلماً وورقة، ليكتب ما ستمليه، سيشترى القلم والورقة من المكتبة المجاورة.
المكتبة تحتاج إنارة لتستقبل زبائنها وهذا سيكون رزق الكهربائى فى الشارع المقابل... وهكذا.. اقتصاد الدولة يعمل بالطريقة نفسها.. المشروعات القومية العملاقة تعطى قوة دفع هائلة لكل الحلقات المتصلة، ومن بين تلك الحلقات تبرز فرص تجذب المستثمر المحلى والأجنبى.
كل ما ورد فى السطور السابقة حدث خلال الأيام القليلة الماضية، وهو أيضاً ضمانة العبور من الأزمة.. فبالعمل فقط نستطيع أن نملأ مخزوناتنا الاستراتيجية من الأمل فى أن غداً يوم أفضل.. يقيناً!