وأخيراً فى هذه السلسلة عن مصانع وصناعات مصر نصل إلى ما تم افتتاحه هذا العام الذى يوشك على الانتهاء، مع كل الدعوات أن نصل إلى نهاية العام القادم لنلتقى ونكتب من جديد عن ما تم افتتاحه فيه..
ففى مارس الماضى افتتح مصنع «إيجى هيربال» لتجفيف وغربلة النباتات الطبية والعطرية بمنطقة الفتح الصناعية بكوم أوشيم بالفيوم بتكلفة ٥٠ مليون جنيه ليوفر عشرات فرص العمل ويتم تصدير المنتجات إلى عديد من دول العالم منها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وألمانيا وأقيم على مساحة ٤ آلاف متر مربع!
وفى الشهر ذاته افتتحت مصانع الشركة المصرية لمنتجات الفوم والبلاستيك والاسترتش بمنطقة الفتح الصناعية بكوم أوشيم بالفيوم أيضاً.. هذه المرة على مساحة ٣ آلاف متر مربع وبتكلفة شبيهة تصل إلى ٤٠ مليون جنيه ويتم تصدير ثلث إنتاج المصنع تقريباً إلى الخارج لعدد من الدول الأوروبية والعربية.
أما فى أبريل فافتتح مصنع الدرفلة لقطاعات الصلب بذات المنطقة الصناعية بمنطقة الفتح الصناعية بكوم أوشيم أيضاً بتكلفة ١٠٠ مليون جنيه ويوفر عشرات فرص العمل وعلى مساحة تصل إلى ٧ آلاف متر مربع!
وفى العام ٢٠٢١ كان افتتاح الرئيس السيسى للمرحلة الأولى من مصانع شركة «سايلو فودز» العملاقة -لم نتحدث عنها فى المقال الماضى- حيث المساحة الكبيرة تتجاوز الـ١٣٥ فداناً وتكلفة تصل إلى ٢٠ ملياراً من الجنيهات!
ويضم مجمعات إنتاج حيوانى وألبان.. مجازر آلية.. مصانع للجبن منها مصنعان للجبن الجاف والأبيض بأنواعه.. وكذلك وحدات إنتاج البيض.. ومصنعاً للبطاطس، وفى يونيو الماضى كان افتتاح المرحلة الثانية.وضمن المرحلة الأولى ١٤ صومعة قمح بطاقة ٢٣٠ ألف طن سنوياً ومصنع للبسكويت بطاقة ٦٨ ألف طن وثالث للمكرونة بطاقة ١٥١ ألفاً ومصنع للمخبوزات بطاقة ٩ آلاف طن ومصنع للروتو بطاقة ٨ آلاف طن ومصنع للدوبلكس بطاقة ٦ آلاف طن!
أما المرحلة الثانية فتضم عدداً من المصانع لـ٤٠ منتجاً آخر مختلفاً منها المكرونة والنودلز والبسكويت والشيكولاتة والطحينة والألبان والأجبان والبسكويت من الويفر والعجوة بطاقة إجمالية تصل إلى ٤٧٠ ألف طن سنوياً!
وفى أكتوبر وبمحافظة كفر الشيخ افتتح الرئيس مصنع الرمال السوداء الذى تقيمه المحافظة بالتعاون مع الشركة المصرية للرمال السوداء.. قام الرئيس بتدشين مصنعين.. الأول فى «محلة منيسى» على مساحة ٨٠ فداناً تُستخدم فيه تكنولوجيا أسترالية لفصل المعادن من الرمال..
أما المصنع الثانى فيقع فى «منطقة البرلس» على مساحة ٣٥ فداناً وتُستخدم فيه تكنولوجيا صينية، الأمر الذى يوفر المئات من فرص العمل لأبناء المحافظة لكى لا يتركوا بعد الآن نهباً للبطالة تدفعهم حيث شاءت.. للجريمة مرة وللهجرة غير المشروعة مرات!!
فى المصنعين سيتم استخراج ٤١ عنصراً معدنياً تدخل هى أيضاً فى ٤١ صناعة مهمة منها هياكل الطائرات وصناعة الصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والسيراميك والدهانات والأصباغ والورق والجلود وسبائك المحركات وتركيبات الأسنان (الزيركون تحديداً) والأسرّة المعدنية والخرسانة التى تتحمل درجات الحرارة المرتفعة والحديد الإسفنجى وأحجار الجلخ والصنفرة وفلاتر المياه والهواتف المحمولة الذكية والسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى المواد الخام التى تُستخدم فى عدد كبير من الصناعات الحديثة.
وفر المشروع مبدئياً ١٠٠ فرصة عمل للمؤهلات العليا وفوق المتوسطة والمتوسطة والعمال الحرفيين و١٠٠ أخرى بمنطقة محلة منيسى!
ومع ذلك ساهمت شركة الرمال السوداء المصرية فى تجديد وفرش وتجهيز ٢٠ منزلاً للأسر الأكثر احتياجاً بالشهابية بالبرلس بتكلفة بلغت ٨ ملايين جنيه كمرحلة أولى!
بقيت كلمة توضح كم الإهمال الذى عانت منه ثروات مصر التى كانت مهدرة، فالتقديرات تشير إلى أن الاحتياطى من الرمال السوداء فى مصر يصل إلى ١.٣ مليار متر مكعب تنتشر فى مناطق رشيد فى البحيرة وأخرى فى دمياط وثالثة فى بلطيم بكفر الشيخ ورابعة بالعريش فى شمال سيناء، فيما يصل متوسط تركيز المعادن الثقيلة فى الرمال إلى ٦٦٪ ليكون بذلك أكبر احتياطى على مستوى العالم!
وهكذا وفى سياحة لعدة حلقات بلغت ٦ حلقات عشنا فيها مع البيئة الصناعية ثم التشريعات والقرارات التى تخص الصناعة ثم أثر ذلك عملياً على الأرض بالحديث عن المصانع التى إما أعيد الاعتبار لها وتجديدها بعد إهمال طويل وأغلبها من ثروة وممتلكات شعبنا التى أسست فى الستينات إلى المصانع التى أسست بعد ٢٠١٤ لتضاف إلى ممتلكات المصريين وطاقاتهم الإنتاجية..
ومع ذلك كانت القاعدة فى هذه المقالات تجنب الحديث عن الصناعات الصغيرة ومتوسطة الصغر وكذلك المصانع التى لم تنطلق للعمل فعلياً وبقيت فى دور التأسيس أو مشاريع «حجر الأساس» وكذلك مشروعات الصناعات العسكرية المباشرة أو شبه المباشرة باعتبارها متخصصة تحتاج إلى حديث منفصل..هنيئاً لشعبنا هذه المشروعات.. ونتطلع إلى المزيد منها ومضاعفتها.. للوصول إلى المكانة التى نستحقها ويستحقها شعبنا وخبراؤنا وفنيينا وايادينا العاملة الماهرة.. والى اللقاء فى ملف جديد بأرقام جديدة هى كما يقولون «عين الحقيقة»!