أزمة «البوتاجاز» مستمرة.. ووزير البترول لـ«محلب»: ستنتهى خلال 48 ساعة
لليوم السادس على التوالى، استمرت أزمة البوتاجاز فى القاهرة والجيزة على الرغم من تصريحات المسئولين بقرب حل الأزمة، حيث اشتكى أهالى مناطق حلوان وطرة ومصر القديمة ومنشأة ناصر والدويقة والمرج وعزبة الهجانة بالقاهرة، وأحياء الوراق وقرى مركزى الصف والعياط بالجيزة من النقص الحاد فى الأسطوانات، ووصل سعر الأسطوانة إلى 50 جنيهاً فى قرى البدرشين، جنوب الجيزة، وشهدت بعض المناطق طوابير طويلة أمام المستودعات للحصول على أسطوانة البوتاجاز فى ظل انخفاض درجات الحرارة ومعاناة المواطنين من برد الشتاء، فيما قال شريف إسماعيل، وزير البترول، للمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أمس، إنه «سيتم حل الأزمة خلال 48 ساعة».
وقال محسن فهمى، من أهالى الوراق، إن «الأهالى يقفون أمام المستودعات حوالى 12 ساعة من الخامسة صباحاً إلى الخامسة مساء حتى يحصلوا على أسطوانة البوتاجاز، وفى بعض الأحيان تنتهى الحصة دون أن يحصل الجميع على أسطوانة فيضطر بعضهم للعودة فى اليوم الثانى مرة أخرى».
وأضاف «فهمى» أنه «يجب على الجهات الرقابية إحكام السيطرة على الباعة الجائلين، فهناك من يستغل الأزمة ويقوم ببيع الأسطوانة بـ30 و40 جنيهاً، والمفروض أن تقضى مباحث التموين على ظاهرة الباعة السريحة فى الشوارع الذين يستغلون الأزمة».
فى المقابل، قال المهندس حفظى إلياس، وكيل وزارة التموين بالجيزة، إنه «تم الدفع بكميات من أسطوانات البوتاجاز فى المناطق المحرومة ذات الكثافة السكانية العالية كحصة إضافية بعيدة عما يتم ضخه من حصص لمتعهدى البوتاجاز».
وأضاف «إلياس» لـ«الوطن» أنه «تم الدفع بـ1300 أسطوانة بوتاجاز لمركز البدرشين، ومدينة كرداسة 1900 أسطوانة، ومركز الصف 900، وحى الدقى 200، وحى الوراق 740، وأكتوبر 1540، ومركز أبوالنمرس 1472، وقرى مركز ومدينة العياط 500 أسطوانة، لسد احتياجات المواطنين فى هذه المناطق، وهناك غرفة عمليات بديوان عام المحافظة تتابع الأمور ويتم حل المشاكل أولاً بأول».
من جانبها، طالبت محافظة القاهرة وزارتَى البترول والتموين بطرح كميات إضافية من أسطوانات البوتاجاز وتشديد الرقابة على منافذ التوزيع لسد العجز بين الكميات المطروحة بالأسواق واحتياجات المواطنين، خصوصاً بعد تفاقم الأزمة فى مناطق «عزبة الوالدة وحلوان وطرة ومصر القديمة وعزبتى خيرالله وأبوحشيش ومنشأة ناصر والدويقة والمرج وعزبة الهجانة» بالقاهرة ووصول سعر الأسطوانة الصغيرة إلى 50 جنيهاً والكبيرة إلى 80. فيما أكد مصدر مسئول بمديرية «تموين القاهرة» تواصل حملات التفتيش على المستودعات لتوفير أكبر قدر من الأسطوانات، ومنع بيعها فى السوق السوداء، لافتاً إلى أن النقص فى أسطوانات البوتاجاز بأحياء القاهرة يصل إلى 20%. من جهة أخرى، قال عبدالرحيم مصطفى، المتحدث الإعلامى لهيئة موانئ البحر الأحمر، إن ميناء الزيتيات شهد أمس وصول السفينة «هونور» وعلى متنها 6 آلاف طن بوتاجاز مقبلة من ميناء ينبع السعودى.
فيما وجّه «محلب» خلال الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء، أمس، بسرعة متابعة جهود حل مشكلة نقص أنابيب البوتاجاز، وقدّم وزير البترول شرحاً لأسباب المشكلة، موضحاً أنه «تم الاستعانة بالمخزون الاستراتيجى لشركة البوتاجاز من أجل مواجهة الأزمة، خصوصاً فى ظل استمرار سوء الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية، وتسبب الطقس السيئ فى غلق بعض الموانئ، ما أدى إلى عدم القدرة على استقبال البوتاجاز بالموانئ، ولكن الآن عادت الموانئ إلى العمل بشكل طبيعى، وخلال 48 ساعة ستنتهى هذه المشكلة تماماً».
من جانبه، قال خالد حنفى، وزير التموين، فى تصريحات أمس، إنه «سيتم التنسيق مع وزارة البترول بحيث يكون هناك نظام لتوزيع أنابيب البوتاجاز بالكروت الذكية، مثل منظومة الخبز، بهدف سد العجز الذى يظهر كل عام فى أسطوانات البوتاجاز».
فيما تواصلت لليوم الثالث على التوالى أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز فى المحافظات، وشهدت بعض المستودعات مشاجرات بين المواطنين، تطوّر بعضها واستخدم أطرافه الأسلحة البيضاء، فيما بلغت أسعار بيع الأسطوانة فى السوق السوداء 100 جنيه فى بعض المحافظات، وتكدّس المواطنون أمام المستودعات وسط شكوى من غياب مراقبى وزارة التموين أثناء عمليات التوزيع.
فى القليوبية، اعتذر المهندس جمال السيد وكيل وزارة التموين، للمواطنين عما واجهوه من معاناة خلال الأيام الماضية، متعهداً بعدم تكرار هذا الأمر، وقال: سنبذل قصارى جهدنا لملاحقة أى متاعب فى توزيع حصص المستودعات.
وفى الدقهلية، اشتدت الأزمة أمس فى قرى ومدن المحافظة، وتغيّب تماماً البائعون «السريحة»، فيما استغل البعض الأزمة ورفعوا سعر الأسطوانة إلى 45 جنيهاً، وقال أحد المواطنين من مدينة المطرية، إن مجلس المدينة وعد بتخفيف حدة الأزمة بإرسال سيارة أسطوانات لتوزيعها على المواطنين، لافتاً إلى أن الأهالى تجمّعوا فى طابور طويل فى المكان المقرر للتوزيع بميدان الكباس، وحضرت السيارة بكمية صغيرة جداً، وتجاهل المسئولون عنها الطابور الطويل الذى انتظرها لساعات، وقاموا بتوزيع حمولتها على البعض -ووفقاً للأهواء- وبمجرد نفاد الحمولة، انصرفت.
وأضاف مواطن من منية النصر: «ننام أمام مستودع الغاز فى هذا البرد القارص، عسى أن تصل الأسطوانات فى أى وقت، لكن للأسف لم تصلنا أسطوانة منذ 3 أيام».
من جانبه، عقد اللواء عمر الشوادفى، محافظ الدقهلية، اجتماعاً مع أصحاب مصانع الألومنيوم فى ميت غمر، لدراسة أزمة نقص الغاز، أكد خلاله أنه تمت مخاطبة وزير البترول لزيادة حصة المحافظة من أسطوانات البوتاجاز، فضلاً عن اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوصيل الغاز إلى مدينة ميت غمر، لزيادة إنتاجية تلك المصانع والوصول إلى أعلى عائد اقتصادى.
وتفاقمت الأزمة بمطروح أمس، وشهدت مدن السلوم وبرانى والنجيلة ومرسى مطروح، اختفاءً تاماً للأسطوانات، فى الوقت الذى وصل فيه سعر أسطوانة البوتاجاز إلى 100 جنيه فى السوق السوداء.
واشتدت الأزمة أمس بالبحيرة، وشهدت المستودعات العديد من المشاجرات بين المواطنين، بسبب الزحام الشديد أثناء توزيع حصة المواطنين من الأسطوانات، خصوصاً بعد قرار مديرية التموين، حصول المواطنين على الأسطوانة من المستودع فى حالة عدم وجود بائع «سريح»، وهو ما أعطى الفرصة لأصحاب المستودعات للتلاعب فى حصص المواطنين، وتسريبها إلى السوق السوداء، وشهدت مدينة كفر الدوار، محاولة تهريب 530 أسطوانة غاز للسوق السوداء.
واشتكى أهالى محافظة دمياط من الأزمة بقرى ومدن المحافظة، فيما انتعشت أسعار الأنابيب فى السوق السوداء، فى ظل انعدام الرقابة الفعّالة من مسئولى التموين، على حد تعبيرهم.