تجربة رائدة بدأت منذ عام 2015، ومستمرة حتى الآن في قرية «ميت يعيش» التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، التجربة بدأت بمبادرة فردية للدكتور عبد الهادي السبع، المدرس بكلية العلوم بجامعة الأزهر، وابن عمدة القرية الأسبق الذي قرر تشجيع الطلاب المتفوقين في مادة الفيزياء - باعتبارها تخصصه، وباعتبارها أساس العلوم الطبيعية - عبر تخصيص جائزة سنوية تقدر بألف جنية لكل من يحصل على الدرجة النهائية في المادة سواء كان طالباً في الثانوية العامة أو الثانوية الأزهرية.
في العام الأول فاز طالب واحد فقط من أبناء القرية بالجائزة، وفي العام التالي تقرر تخصيص جائزة اخرى للتفوق في مادة الكيمياء، وفي العام الثالث تم التوسع بتقديم مكافآت وشهادات تقدير للمتفوقين في العلوم الخمس الأساسية وهي، الفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات والجيولوجيا.
تحولت المبادرة إلى حالة مجتمعية في "ميت يعيش"، يشارك فيها كل عام مدير إدارة ميت غمر التعليمية، و مدير إدارة التعليم الأزهري، والقمص توماس كامل راعي كنيسة السيدة العذراء مريم بميت يعيش.
أصبحت مناسبة سنوية مبهجة أدت لالتفاف كبار أبناء القرية من الشخصيات العامة، و أصحاب المناصب المرموقة حولها، و دعمها بكل السبل خاصة بعد ارتفاع المخصصات المالية لتغطية الجوائز التي شملت أيضا ً إضافة جوائز لأوائل الثانوية العامة والأزهرية، ولخريجي الكليات والأقسام العلمية من الحاصلين على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، والمبادرة التي بدأت بتكريم طالب واحد عام 2015، كرمت في آخر احتفالاتها في سبتمبر الماضي أكثر من 50 متفوقاً من أبناء قرية "ميت يعيش"، وقريتين آخريين.
"كفر المحمدية" و"الحاكمية"، ويطمح الدكتور عبد الهادي السبع أن يتم قريباً تكريم كل المتفوقين من أبناء مركز ميت غمر، ثم الانطلاق بالمبادرة لتتحول لمؤسسة كبرى لرعاية المتفوقين في كل قرية في مصر، وسعياً وراء هذا الحلم، تقدمنا لوزارة التضامن الاجتماعي بطلب لإشهار مؤسسة رعاية المتفوقين وفي انتظار الموافقة.
اراقب هذه التجربة منذ سنوات، خاصة أنها متعلقة بتكريم المتفوقين في الأقسام والكليات العلمية، في ظل تراجع الطلاب عن الالتحاق بهذه الأقسام، و الهروب إلى القسم الأدبي في المرحلة الثانوية، بأعداد تتجاوز نسبتها 70 % من عدد الطلاب، وهو ما لا يتسق مع احتياجات سوق العمل، ومتطلبات التنمية بشكل عام، إذن التجربة مهمة ومشجعة، وقدرتها على الاستمرار لافتة.
وتستحق التقدير والمساندة، خاصة أنها بدأت بمبادرة فردية من أستاذ جامعي وليس رجل أعمال أو مليونير مثلاً، لكن الدكتور عبد الهادي السبع أكد لي أن المبادرة استمرت، وستتطور بسبب حماس أبناء "ميت يعيش"، و دعمهم اللا محدود لها، وطالبني بضرورة الإشارة أليهم، ومن بين هؤلاء اللواء دكتور رضا سنة، والدكتور أيمن عرفة الأستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق.
ورجل الصناعة المهندس مجدي نجم، والدكتور محمد عبدالمنعم أستاذ العظام بطب عين شمس، الذي يستكمل دور والده الراحل عبدالمنعم الجبيلي في دعم التجربة، والمهندس رمزي لاشين رئيس هيئة الطرق سابقا، والمهندس رضوان سبع، والمهندس عبدالستار مقلة، والمحاسب نشأت النادي، والإعلامي محمد عمر سالمة، والدكتور يحيى حامد استشاري طب الأطفال، والدكتورة نهلة الجمال الأستاذ بكلية الطب ونائب رئيس جامعة الزقازيق، والمهندس محمود مجدي، والمهندس هاشم زكي، والدكتور أحمد مدبولي، والمهندس احمد ابو مسلم، وعصام عبدالواحد.
التجربة تستحق كل الدعم والمساندة من الجميع .. الأفراد والمؤسسات الأهلية والحكومية، وبمثلها تتطور المجتمعات، وترتقي للأفضل.