في احتفالية عيد الشرطة الـ71 قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن جماعة حاولت إسقاط الشرطة المصرية، هي تصريحات لها قال مثلها مسؤولون في دول متعددة ولها ما يؤيدها في تاريخ الإخوان، ذلك لأن اختراق المؤسسات أو تشويهها عند العجز عن اختراقها جزء أساسي من فكر الإخوان هو ما يسمى ب (التمكين)، حتى إن الشيخ الشعراوي لاحظ هذا الأمر حين قال في تصريحات نشرتها مجلة المصور المصرية في الثمانينيات: "جماعة الإخوان إما أن تبني هي وإما أن تهدم"، فإن تمكنت من مفاصل مؤسسة تأخونها، وإن لك تتمكن تهدمها.
وقد أشارت وثائق نُشرت على موقع الاستخبارات الأمريكية عام 1986، تحت عنوان: "بناء قواعد الدعم"، إلى محاولة اختراق جماعة الإخوان للمؤسسات التعليمية في مصر، عن طريق توظيف تراكم الضغوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبيان أنهم البديل الذي يملك القدرة على التغيير، وما قالته الاستخبارات الأمريكية أكدته وثائق الإخوان نفسها التي تشير إلى إنشاء قسم خاصة بالطلاب في المدارس والجامعات يتبع مكتب الإرشاد، فضلا عن وثيقة التمكين المعروفة التي أعدها خيرت الشاطر خيرت الشاطر عام 1992م.
ووثيقة خيرت الشاطر تعد خطة استراتيجة مستقبلية لحراك جماعة الإخوان نحو اختراق المؤسسات وإسقاطها والتأسيس لشرعية التنظيمات والدولة الموازية على حساب الحكومة والدولة الوطنية)، وهو الأمر حاولت الجماعة تحقيقه في السودان وتونس وغيرهما.
وزير الشئون الإسلامية السعودي توفيق السديري، تحدث عن اختراق وتغلغلها في مختلف قطاعات المملكة، مؤكدا أن الحكومة السعودية أوقفت هذا الاختراق، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، طالب بابتعاد الإخوان والتيارات السياسية عن القوات المسلحة السودانية، وفي تونس نفس الأمر، وقد نوقشت رسالة ماجستير للباحث شبيب السبيعي بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض تناول فيها أساليب جماعة الإخوان في اختراق مؤسسات الدول المختلفة.
ولم يكن أمر (اختراق المؤسسات أو تشويهها) من جانب الإخوان في مصر خاصا بمؤسسة الشرطة أو القضاء، بل شمل اختراق الأزهر والأوقاف والتعليم والشباب والرياضة والجمعيات الخيرية، وقد لعبت مصادر تمويل الجماعة العامل الأهم لمحاولة اختراق هذه المؤسسات، معتمدة في ذلك على الاشتراكات والمصانع وشركات الاستيراد والتصدير والمؤسسات والخدمية الخدمية، كما يعتمد الإخوان على الأخطاء التي تقع فيها هذه المؤسسات، لاستغلالها في التشويه والتأثير على المشاعر الشعبية.
والكلمة المفصلية في مخطط الإخوان لاختراق المؤسسات وضع بذرتها حسن البنا مؤسس الجماعة حين قال: "أيها الإخوان أنتم لم تخاصموا حزباً ولا هيئة كما أنكم لم تنضموا إليهم، أما اليوم ستخاصمون هؤلاء جميعاً في الحكم وخارجه خصومة شديدة إن لم يستجيبوا لكم ويتخذوا مقاليد الإسلام منهاجاً يسيرون عليه ويعملون له".
وقال في رسالة المؤتمر الخامس: (والحكم معدود في كتبنا الفقهية من العقائد والأصول،لا من الفقهيات والفروع)، فاعتبر تدابير السياسة تكتسب قوة العقيدة، مما نتج عنه الاستماتة في الوصول للحكم، لذلك دعا إلى: (استخلاص المؤسسات بالقوة من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الدين الحنيف)، أي لا ينفذون الإسلام بمفهوم الإخوان، وهذه هي البذرة التي انطلق منها لتكوين (الدولة الموازية)، وتحقيق (أستاذية العالم).