مفرج عنه بقرار عفو: استعدت حياتي الطبيعية بعد تسلُّم عملي بشركة كهرباء القاهرة وعدت إليه بدرجة أعلى

مصطفى عاطف الزيات
نظرة تشاؤمية تملكت مصطفى عاطف الزيات، بعد عام و10 أشهر قضاها فى الحبس، لم يكن يتوقع خلال هذه المدة أن يخرج من الحبس، ولا أن يجد وظيفة فى انتظاره بعدها، ولا حتى حياة طبيعية يمكن أن يعيشها كحال أغلب المحبوسين فى السابق بعد خروجهم، إلا أن هذه النظرة تغيرت تماماً بعد ذلك، وهو ما يحكيه «مصطفى» فى حواره مع «الوطن»، متحدثاً عن دور لجنة العفو الرئاسى فى عودته للحياة كما وصف.
يؤكد «مصطفى»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه كان قد فقد الأمل فى عودته لممارسة حياته بشكل طبيعى بعد العفو عنه، لكنه فوجئ بمساعدته على العودة لعمله فى شركة كهرباء القاهرة، وهو ما ساعده على استعادة حياته مرة أخرى وبدء فرصة جديدة، وإلى نص الحوار:
ما الذى كنت تفكر فيه خلال فترة الحبس؟
- كان التشاؤم يسيطر علىّ تماماً، وكنت أفكر فيما سأفعل بعد الخروج من الحبس، وبالتأكيد فقدت الأمل تماماً فى عودتى لممارسة حياتى الطبيعية وعملى كموظف فى شركة الكهرباء بالقاهرة، إلا أننى فوجئت بتكليف الرئيس السيسى للجنة العفو الرئاسى بمتابعة مشكلات المحبوسين، وحلها ومساعدتهم للعودة إلى وظائفهم، فبدأت نظرتى التشاؤمية تتغير.
مصطفى: كنت فاقد الأمل في المعيشة خارج السجن.. ولا يمكن أساعد حد يضر بلدى أو يؤذيها بكلمة
كيف قدمت لجنة العفو الرئاسى دعمها لك؟
- نسقت لجنة العفو الرئاسى مع الجهات المختصة لأعود لعملى بعدما خرجت من الحبس بقرار عفو رئاسى، إلا أن المفاجأة كانت أننى عدت للعمل على درجة أعلى وفى مكان أفضل مما كنت عليه قبل الحبس، أى بمثابة ترقية لى، وهو ما لم أكن أتوقعه مطلقاً، وكأن هذا العام فى الحبس لم يضع فى الهواء، فبعد أن كنت فاقداً الأمل والشغف وأشعر بأننى ضائع عاد الأمل وعدت للحياة مجدداً.
كيف تساعد مبادرة الدمج المجتمعى المفرج عنهم فى العودة للحياة مرة أخرى كما وصفت؟
- خلال فترة الحبس كنت أشعر أننى ضائع، والحبس لا يؤذى صاحبه فقط، بل يؤذى أسرة كاملة، ولكن العودة للعمل من خلال لجنة العفو الرئاسى والدمج المجتمعى تحسّن صورة المفرج عنه أمام المجتمع، بعدما كان يواجه نظرة مجتمعية خاطئة المفهوم، باعتبار البعض له أنه من العناصر الضارة للمجتمع: «الحمد لله اتعلمنا وعرفنا إزاى نميز بين الصح والغلط ونتكلم فى اللى بنفهم فيه بس».
لحظة دخولي على زوجتي وأبنائي في المنزل لا يمكن وصفها «كلنا سجدنا شكرا لله»
صف لنا شعور أسرتك لحظة استقبالك عقب الخروج من الحبس؟
- لحظة دخولى على زوجتى وأبنائى فى المنزل لا يمكن وصفها، سجدوا جميعاً لله شكراً، وسيطرت الأحضان والقبلات على المشهد الذى استمر طوال اليوم، وتزايدت فرحة الأسرة بمعرفتهم بعودتى للعمل، خاصة أننى أعول أسرة بها 3 أبناء من أعمار متقاربة، وأتمنى أن أحسن تربيتهم ليصبحوا عناصر صالحة فى المجتمع.
كيف ترى مبادرة العفو الرئاسى ودورها مع المحبوسين والمفرج عنهم؟
- استخدمت الدولة الطريقة الصحيحة مع المفرج عنهم، إذ كان المحبوسون فى السنوات السابقة يواجهون مشكلات عديدة فى حياتهم بعد الخروج، خاصة فيما يتعلق بالعودة للعمل أو الدراسة، ما كان يصل بهم لأزمات نفسية كبيرة قد تدفعهم إلى العدوانية أو الانطوائية، ويتحولون من خلالها لأشخاص سلبيين فى المجتمع لولا تدخل الرئيس السيسى فى الوقت المناسب، خاصة أنه كان من السهل على أى منظمة إرهابية التربص بالمفرج عنهم، وتوجيههم لأى طريق يضر بهم وبالدولة.
ما الذى تتطلع إليه الآن بعد العفو الرئاسى والعودة للعمل؟
- لا يشغل بالى الآن سوى أن أبدع وأركز فى عملى الذى أشتاق له، لأكون عند حسن ظن الجميع، وأبدأ حياتى من جديد، وأطوى الصفحة الماضية: «عايز أربى ولادى كويس وأقف جنب بلدى ومساعدش حد يضرها أو يؤذيها بكلمة».
صف واحد لمصلحة الوطن
آمل من الجميع أن يكونوا فى صف واحد لمصلحة الوطن وبنائه، وأشعر بامتنان كبير تجاه الرئيس السيسى على جهده وتعبه ودعمه، وللجنة العفو الرئاسى على تواصلهم الدائم مع المفرج عنهم للاطمئنان عليهم حتى ضمان تسلمهم وظائفهم دون مواجهة أى مشكلات.
وأشكر أسرتى التى دعمتنى معنوياً بشكل كبير فى فترة كنت فقدت فيها الأمل والإحساس وتملكنى اليأس والإحباط، وأتمنى أن يتم التوسع فى ملف العفو الرئاسى لزرع روح الوطنية والانتماء فى قلوب الشباب، خاصة أن الحبس لا يؤذى صاحبه فقط، بل يؤذى أسرته وأبناءه أيضاً، كما أن مصر دائماً تتسع للجميع