مالك مزرعة في سيناء يدعو الشباب لتوديع "ذل الوظيفة"
خارج الصندوق بدأ ماجد السعيد في التفكير، مالك "مزرعة حبيبة" في منطقة نويبع أراد تشجيع آلاف الشباب الساخط على وظيفته ونمط حياته على خوض تجربة جديدة تمامًا في مناطق لم يألفوا العيش بها من قبل، دعوة استجاب لها عدد محدود بصورة مبدأية، نجحوا في تغيير حياتهم رأسًا على عقب عبر تجارب أغرت الكثيرين غيرهم بخوضها.
ماجد الذي بدأ نشاطه في المنطقة منذ عام 1994 عبر مشروع سياحي باسم حبيبة، اكتشف أن الكنز الحقيقي ليس في دولارات السياح الذين يأتون ليخطون على أرض سيناء بأقدامهم: "أزمات السياحة خلتني أعرف إن الأبقى هو الأرض، بدأت مزرعة حبيبة سنة 2007، وزرعنا بطريقة عضوية" المشروع السياحي الذي تحول إلى اجتماعي بدأ مالكه في تنظيم ورش عمل للشباب الساخط على نمط حياته والراغب في خوض تجارب جديدة، لتعليم الصيد البحري، وتربية الحيوانات، وبناء منازل بواسطة المواد الخام المتوافرة في البيئة، والزراعة العضوية بدون كيماويات.
أحمد ماهر كان طالبًا في كلية الطب بالسنة الرابعة، بجامعة عين شمس، قرر وقف دراسته وبدء حياة جديدة تمامًا، لم يكن يعتقد أنه قد يبدأها يومًا ما: "زي أي شاب عيلتي كانت عاوزاني أدخل كلية قمة، دخلت طب، وكنت شاطر جدًا، في السنة الأولى جبت جيد جدًا، لكن مع بداية السنة التانية، قامت الثورة وبدأت أسأل نفسي أسئلة كتيرة عن مستقبلي وأحلامي وحسيت إني مش في مكاني".
قرر الشاب ذو الـ22 عامًا أن يغيِّر نمط حياته بالكامل، من بعد فترة طويلة من التظاهرات والثورة والغضب انطلق نحو سيناء، استغرقت الفكرة فترة من الوقت حتى نجح أخيرًا في تنفيذها: "الكلام ده معجبش حد طبعًا، لا عيلتي ولا أصحابي ولا حد، شافوني مجنون وبضيع مستقبلي".
وسط الطبيعة بدأ أحمد في تعلم الزراعة وبناء بيت خاص به من القش والطين، والصيد: "بحفر وأزرع، عرفت معنى تاني للحياة، بعيد عن حياة المدينة وأكلها اللي مش عارفين جاي منين المستقبل هنا رائع".
مقابل 140 جنيهًا تنخفض إلى 100 جنيه فقط إذا شارك المتدرب في "مركز حبيبة لتعليم الأطفال" يشارك أحمد ومجموعة أخرى ممن رأوا في المسافة البعيدة أمل وحياة أخرى، آلا زين، شابة نوبية وطالبة في إحدى الجامعات الخاصة، حصلت على إجازتها قبل عدة أيام وقررت أن تدشن إجازاتها عبر هذه الورشة، جاءت بصحبة كل من صديقتيها ماريهان وسمر: "عندنا أرض في جزيرة أسوان، هاتعلم هنا وأطبق هناك".