«شهبندر التجار».. «مغربي» صنع امبراطورية اقتصادية في مصر قبل أربعة قرون
رسمة تعبيرية للرويعي «شهبندر التجار»
«شهبندر التجار».. لقب يعود لأكثر من أربعة قرون لتاجر مغربي اسمه «شهاب الدين أحمد بن محمد الرويعي»، أشهر التجار الذين قصدوا مصر عام 1017 هجريا، في عهد الدولة العثمانية.
وشهاب الرويعي، هو صاحب لقب «شهبندر التجار»، بدأ التجارة من خلال شراء نصف وكالة في رشيد وتحديدا الجهة البحرية «ابن النفيس»، وسرعان ما لاقت تجارته ازدهارا كبيرا وجمع ثروة هائلة، وانتقل إلى الإسكندرية في القرن السابع عشر ثم القاهرة بمنطقة بركة الأزبكية، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد العام للغرف التجارية المصرية.
بداية الرويعي في القاهرة
في القاهرة، بدأ «شهبندر التجار» تجارته من خلال ورشة حياكة وبعد نجاحه الكبير تمكن من عمل سلسلة من ورش الحياكة في بركة الأزبكية، وفقا لكتاب «البيوت التجارية المغربية في مصر في العهد العثماني» للكاتب محمد عبد المعطي.
وبين «الطاحونة والفرن والقهوة والطعام والعطارة والبن والنجارة والذهب والمنسوجات والسكر والحدادة والأقمشة».. تنوعت تجارة «الرويعي»، وذاع صيته حتى حصل على لقب «شهبندر التجار»، وهو ليس اسم فقط بل أيضا منصب تم اعتماده في الربع الأول من القرن الحادي عشر، إذ كان يتمتع هو وأسرته وطائفته بمكانة مرموقة وكان لديه دور مهم في تعيين السماسرة والدلالين وشيوخ الأسوق عن طريق الاتفاق مع قاض القضاة، بحسب ما ذُكر في كتاب «العائلة والثروة» للكاتب حسام عبدالمعطي.
«شهبندر التجار» لقب ومنصب
كان قاضي القضاة يرسل مع «شهبندر التجار» شاهدين من المحكمة من أجل الشهادة وموافقة أهل السوق على الشيوخ المرشحة سواء للدلالين أو السوق، وفيما بعد أصبح لديه الحق في التدخل لحل أي نزاع بين التجار في القاهرة، وذُكر في وثيقته مؤرخة في 12 ذي الحجة سنة 16 هجرية بـ «فخر التجار المغاربة عمدة الحواجدية المعتبرين».
امتلاك «شهبندر التجار» ثروة كبيرة جعله يشارك في الكثير من الأعمال الخيرية، سواء بتجديد مسجد زغلول في رشيد، أو إنشاء مسجد «الرويعي» بشارع الأزبكية ولايزال قائما وتُقام به الشعائر الدينية، وفقا للاتحاد العام للغرف التجارية المصرية.
شارع ومسجد الرويعي
الجدير بالذكر أن تم تسمية شارع باسمه «الرويعي»، بدايته البكرية ونهايته وش البركة، وبداخل هذا الشارع مسجد الرويعي الذي يوجد به ضريح «شهبندر التجار»، وتوفي الرويعي نهاية القرن السابع عشر ولكن اسمه محفورا في التاريخ.