تاريخ الكنافة والقطايف.. كيف تحولت من أكلة الملوك إلى عامة الشعب؟
تصنيع الكنافة قديماً
الإقبال على تناول الحلويات فى شهر رمضان عادة يمارسها المصريون ولا تشغلهم الأسباب الطبية أو المواقف التاريخية التى جعلت من الكنافة والقطائف الأكثر انتشاراً بين مختلف الحلويات الرمضانية، رغم تنوع المصادر التاريخية التى تؤكد على سبيل المثال أن الكنافة كانت تصنع لتكون وجبة سحور للخليفة معاوية بن أبى سفيان، وعُرفت باسم «كنافة معاوية» خلال العصر الأموى فى دمشق، وهو ما ورد فى مخطوطة «منهل اللطائف فى الكنافة والقطائف» لجلال الدين السيوطى، الذى ذكر أن الخليفة كان يشعر بجوع شديد فى نهار رمضان، فشكا هذا الأمر إلى طبيبه «محمد بن آتال» فوصف له الكنافة لتُجنِّبه هذا الشعور، فواظب الخليفة على تناولها وقت السحور، بحسب ما أكدته الدكتورة نرمين عوض دياب، مدرس الفنون الإسلامية بكلية الآثار - جامعة سوهاج.
وأضافت «عوض» أن الكنافة كانت تُصنع قديماً من الحنطة «تُشبه حبوب القمح»؛ إذ يُصب العجين فى أقماع يتسلل منها العجين على قطعة معدن مُسخَّنة بواسطة الفحم أو الحطب، ومع توالى العصور وتطور آلات الطهى وإعداد الحلويات أصبحت الحلويات 3 أنواع، وهى: الكنافة البلدى التى تُصنع يدوياً، والكنافة الشعر، وهى عبارة عن خيوط من الكنافة الرفيعة التى تشبه الشعر، والنوع الثالث هو كنافة الماكينة.
وأوضحت أن الكنافة ظهرت فى مصر خلال العصر الفاطمى؛ إذ كان المصريون وقتها يستقبلون الخليفة المعز لدين الله الفاطمى بأطباق من الحلوى متعددة الأشكال والأنواع، وعلى الرغم من أن الكنافة اقتصر تناولها فى البداية على الخلفاء والسلاطين والأغنياء حتى إنها سُميت بـ«زينة موائد الملوك والأمراء»، فإنها مع الوقت انتقلت إلى عامة الشعب.
وذكرت «عوض» أن تسمية الكنافة بهذا الاسم تعود إلى كلمة «تشنافة» فى اللغة الشركسية، التى تعنى «لون البلبل».
لافتة إلى أنه ووفقاً للعديد من المصادر التاريخية، فإن أول من استخدم القطائف وتناولها فى شهر رمضان هو الخليفة سليمان بن عبدالملك خلال العصر الأموى، كما كانت القطائف من بين الأطعمة التى تُقدم فى سحور الخليفة الفاطمى خلال الشهر الكريم، فضلاً عن تقديمها لجميع المشاركين والحاضرين فى احتفالات ليالى رمضان من القراء والوعاظ والصوفيين وغيرهم ممن يوجدون فى قصر الخليفة احتفالاً بهذه المناسبة.