"الإقليمى للدراسات الاستراتيجية": قبول الطعون يؤجل الانتخابات 6 أشهر
قال المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة: إن قبول المحكمة الدستورية جميع الطعون على قوانين تنظيم الانتخابات البرلمانية، خصوصاً «تقسيم الدوائر»، يعنى تأجيل الانتخابات فترة طويلة قد تتجاوز الـ6 أشهر، الأمر الذى سيُؤدى إلى حدوث ارتباك فى المشهد السياسى الذى أخذ طابع الاستقرار بعد غلق باب الترشّح، وأيضاً تأخُّر المرحلة الثالثة من خريطة الطريق، إضافة إلى تأثيره السلبى على المؤتمر الاقتصادى الذى ظهرت ملامحه النهائية. ورصد برنامج الدراسات المصرية بالمركز، فى بيان أمس، 3 مسارات محتملة للعملية الانتخابية قبل حكم المحكمة الدستورية، الأول، وهو الأقل ضرراً -حسب وصف دراسة المركز- هو أن تقبل المحكمة الدستورية العليا الطعون المقدّمة بخصوص المادتين 6 من قانون مجلس النواب و25 من قانون مباشرة الحقوق السياسية فقط، مع رفض الطعن الخاص بقانون تقسيم الدوائر.
وأشارت الدراسة إلى أن المسار السابق يمنع تحصين برلمان به عوار دستورى، وأيضاً لا يحدث هبوطاً فى حالة الحراك السياسى، وفى هذه الحالة سيتم العمل على تعديل تلك المواد، بما يتفق مع رؤية المحكمة الدستورية، وبالتالى يمكن لرئيس الجمهورية أن يُصدر قراراً بقانون يكون ملتزماً فيه بتوصيات المحكمة. وفى حال تحقيق هذا السيناريو قد تستمر العملية الانتخابية مع تأجيل جدول سير العملية الانتخابية لفترة قصيرة لا تتجاوز عدة أيام. والسيناريو الثانى هو استكمال إجراءات الانتخابات النيابية فى حال رفض «الدستورية العليا» الطعون المقدمة على قوانين العملية الانتخابية، لا سيما أن تقارير هيئة المفوضين استشارية وليست إلزامية للمحكمة. ويجد هذا الاتجاه سنده فى أنه لا يجوز الطعن على مجلس النواب بعد انعقاده؛ لأن أحكام المحكمة الدستورية نهائية، ولا يجوز الطعن عليها، كما أن هذا المسار ربما يتماشى مع رغبة عدد من الاقتصاديين الذين يتخوّفون من انعقاد المؤتمر الاقتصادى المقرر عقده فى مارس المقبل دون تحقيق نجاحات ملموسة فى استكمال المرحلة الثالثة من خارطة الطريق.
المسار الثالث يتمثل فى صدور حكم بعدم دستورية المواد المشار إليها سابقاً، وعليه سيتم تأجيل الانتخابات النيابية، حتى يتم تعديل المواد التى لا تتماشى مع منطوق الدستور، ويؤيد هذا السيناريو أن السوابق التاريخية لأحكام الدستورية العليا تُشير إلى أنها فى الأغلب تتطابق مع ما اقترحته هيئة المفوضين.