«كف وطبلية».. «عيد» يحافظ على مهنة أجداده بميزان «ع الشعرة»
محمد عبدالمقصود عيد
الميزان التقليدى غير الـ«ديجيتال»، لم يألفه الجيل الحالى من التجار والزبائن إلا نادراً، فصناعته وصيانته تحتاج إلى حنكة ودقة لا يتقنها غير وارثها عن الأجداد، ومن بينهم محمد عبدالمقصود عيد، الذى يتوسط محله لإصلاح الموازين فى شارع فلسطين بمحافظة كفر الشيخ، ليحافظ على مهنة الأجداد.
تعلم «عيد»، صاحب الـ56 عاماً، فنون حرفة إصلاح الموازين فى سن مبكرة، وبدأ بإصلاح الميزان البسيط «الكفة»، الذى يستخدمه تجار الخضار والفاكهة، وميزان «المؤشرات» الموجود دائماً فى محلات البقالة، وميزان «القبانى» الموجود لدى تجار الغلال، مروراً بميزان «الطبلية» وأصحابه من تجار الجملة، حتى طوّر من نفسه لمواكبة التطور المفاجئ الذى طرأ على عالم الموازين بعد ظهور الموازين الـ«ديجيتال».
«اتعلمت الشغلانة من وأنا صغير، وهى محتاجة تركيز وطولة بال شوية، لأن إصلاح الموازين فن وكمان الميزان ده مذكور فى القرآن الكريم، ولازم يكون على الشعرة»، بهذه الكلمات بدأ «عيد» حديثه الذى كشف عن أصالة مهنته: «شغال أكتر من 40 سنة فى الموازين الميكانيكى اللى بدأت تنقرض بعد ظهور الإلكترونى، وللأسف محدش متقن للمهنة دى دلوقتى غير تجّار قليلين، وأنا واحد منهم».
تطورات كبيرة حدثت فى عالم الموازين بفضل التطورات التكنولوجية يعدّها «عيد» يومياً: «بالنسبة لشغل الموازين الميكانيكى اللى هى ميزان الكف مفيش غنى عنها، خاصةً للتجار القدامى والأميين اللى مش بيقروا ولا يكتبوا، وشغلها صعب جداً».
«أول ما بدأنا فى بيع الموازين كان كله شغل ميكانيكى، وكنا بنبيع الميزان بعشرين جنيه و25 ووصل لـ30 جنيه، والميزان البلدى وصل دلوقتى لحوالى 600 جنيه، والديجيتال أول ما ظهر كان بيتباع بـ120 جنيه، ووصل دلوقتى لحوالى 900 جنيه، ومكسبنا فى الميزان زمان كان حوالى جنيه ومكسبنا دلوقتى حوالى 20 جنيه»، وفقاً لـ«عيد».