ذبائح وزفة وسباق للخيل.. عادات صعيدية متوارثة احتفالاً بالمولد
فرسان الصعيد يتجمعون بالأقصر.. ومسيرات برايات خضراء في بني سويف
ذكرى مولد النبي
رغم مرور السنوات واختلاف العادات، فإن عادات المولد النبوى فى محافظات الجنوب لا تختلف، باقية كأوتاد تشتد بها تلك المحافظات، فبين زفة صعيدى وإنشاد جنوبى وحضرات ذكر وذبائح، تشهد مدن الصعيد ليالى فرح فى ذكرى مولد النبى الهادى.
وفى الأقصر، شهدت قرى المحافظة، وفى القلب منها منشأة العمارى، فى أسبوع المولد النبوى، إقامة حلقات مرماح بمشاركة الخيالة والفرسان الشباب من مختلف محافظات جنوب الصعيد، كطقس سنوى يتجمع فيه عدد كبير من العائلات. وقال أحمد عبدالهادى، أحد منظمى الفعاليات، لـ«الوطن»، إن الفعاليات تشمل إقامة حلقات للتحطيب بمشاركة لاعبين للتحطيب من مختلف المراكز، وهو يعد أكبر احتفال بالمولد النبوى الشريف فى الجنوب، حيث تستمر الاحتفالات لمدة 14 يوماً، كما تضم الاحتفالات أسواقاً شعبية ضخمة لبيع الملابس ومعدات الخيول وحلوى المولد النبوى، إلى جانب تجهيزات العصى المستخدمة فى التحطيب بأنواعها.
وفى المنيا، تشتهر قرية القيس، فى بنى مزار، بالحفاظ على عادات وتقاليد الاحتفال بالمولد، حيث تشارك جميع العائلات بالقرية فى زفة صعيدى تجوب الشوارع الرئيسية بالمساء يؤدون فيها أناشيد دينية يمدحون فيها الرسول الكريم، فيما تخرج مسيرات حاشدة بقرية البهنسا، الشهيرة بـ«مدينة الصحابة» أو «البقيع الثانى»، تجوب شوارع القرية احتفالاً بالمولد. وقال محمد عبدالخالق، أحد الأهالى، إن الأهالى يدشنون أمسيات ليلية تستمر لمدة أسبوعين كاملين إحياءً لذكرى مولد النبى، بخلاف وجود احتفالات فى كل بيت، حيث تتجمع السيدات، كذلك يتجمع الأهالى فى منطقة واسعة أو دوار أحد كبار القرية لإقامة حفلات إنشاد، بخلاف الحضرات، كما هو معروف فى قرى الصعيد.
وفى سوهاج، تتهادى الأسر بـ«عشاء المولد»، للتودد والتقارب بين الأهل والأحباب والأقارب، سنة عن النبى المصطفى، حيث تهادى الأسر أبناءها، خاصة المتزوجين حديثاً، بالعشاء الذى يشمل السمن والدقيق والبيض وعلبة حلوى المولد وعروسة المولد.
وفى «بنى سويف»، ما زالت الطرق الصوفية تشارك فى مسيرة بالرايات ذات الألوان الخضراء والحمراء، تتقدمها الخيول تجوب شوارع القرى وسط مشاركة عدد كبير من المواطنين، إلى جانب اعتياد المواطنين شراء الحلوى ابتهاجاً بالمولد النبوى.
أما سوهاج، فاعتاد المواطنون على شراء الحلوى وتقديمها للجيران، كذلك تنظيم ليالٍ للأناشيد والقصائد التى تمدح النبى، صلى الله عليه وسلم، خاصة فى مدينتى جرجا والبلينا. وقال أشرف جمال، أحد أهالى سوهاج، إن العادات القديمة مستمرة حتى اليوم، فالمواطنون يقومون بتحضير بعض الأطعمة كالفول النابت والأرز باللبن والخضراوات، وتوزيعها وتقديمها لجميع الناس لتناولها.