يعتقد «الحوثيون» ومن خلفهم وأمامهم «إيران» أن بمقدورهم وضع منطقة الخليج العربى وسط حزام ناسف، بحيث يمسك نظام الملالى فى طهران بـ«زر التفجير»، وفى الطرف الآخر «ميليشيات» حوثية تنمو وتمتد فى دول الخليج.. وهكذا يخضع العرب، ويسلمون مفاتيح أمتهم لدولة إيران التوسعية فى غفلة من المؤامرة الغربية لإكمال مثلث السيطرة على الشرق الأوسط «إيران - تركيا - إسرائيل»..!
هل تفهمون؟!.. قطعاً.. فالمواطن المصرى والعربى لديه أرشيف ممتلئ بالأطماع الاستعمارية فى المنطقة.. تتغير القوى الدولية مع تغير العصور.. وتتبدل خطط ووسائل الاستعمار والاستحواذ وفرض الإرادات مع تبدل الخريطة السياسية للوطن العربى.. ولكن الثابت المشترك أن العرب والمسلمين هم الخطر الأول فى العقلية الغربية، والهدف الوحيد للعسكرية الأجنبية.. لذا كان طبيعياً أن تدرك دول الخليج عناصر هذه المؤامرة.. ولأن مصر تمثل قلب العروبة وسيفها على مر العصور.. باتت فى قلب المعركة.. ليس دعماً للدول الخليجية الشقيقة فحسب، وإنما دفاعاً عن أمنها القومى ذاته.. فقد علّمنا التاريخ أن الأمن القومى العربى هو واحد صحيح ومعادلة «صفرية» يصعب فصل وتقسيم أرقامها..!
فى ظل هذا المشهد.. يصعب أن نتفهم أو حتى نفهم ما يطرحه البعض حول المواجهة العسكرية التى يخوضها التحالف العربى ضد «الحوثيين» فى اليمن.. يقول بعضهم إن السياسة والتفاوض والوساطات كفيلة بحل أزمة اليمن الجريح.. وينسى هؤلاء، أو يتناسون، أن ما يحدث فى هذا البلد ليس شأناً داخلياً.. وإلا فلماذا تدخلت إيران علناً بدعم «الحوثيين - الشيعة» بالسلاح والخبراء وكبار الضباط لفرض سيطرة «أنصار الله» على ربوع اليمن، والإطاحة بالرئيس الشرعى عبدربه هادى منصور؟!.. يريد «المخرّفون» أن تترك دول الخليج أرضها وأمنها القومى وشعوبها فريسة سهلة لإيران التى تحلم وتسعى لتأسيس الإمبراطورية الفارسية فى المنطقة العربية بالكامل.. وهو مشهد لو تجاهله ملوك ورؤساء الخليج ومصر وكافة الدول العربية، لاستحقوا أن تحاكمهم شعوبهم بتهمة الخيانة العظمى..!
إنها حرب دفاعية.. أدرك حتميتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وقادة وملوك دول الخليج، وأمامهم وخلفهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى تربّى فى العسكرية المصرية العريقة، وانغرس فى غرفة عمليات المخابرات الحربية، ولديه الكثير والكثير عما يحاك للمنطقة من مؤامرات.. يعرف هؤلاء جميعاً أن «اليمن» هى الباب الملكى والذهبى للنفاذ إلى قلب الأمة العربية.. يعرف هؤلاء جميعاً أن «الذئاب».. كل «الذئاب» اجتمعوا على أرض «اليمن»: الحوثيين.. القاعدة.. الإخوان.. ولن تمر سنوات معدودة حتى ينقضوا علينا جميعاً.. وساعتها سيتقدم صفوف الصراخ أولئك الذين ينادون الآن بالحل السلمى.. فهل للذئاب أيادٍ تصافحها على طاولة المفاوضات؟!.. وهل لـ«إيران» عهد أو وعد يمكن أن تتخلى به عن حلم الإمبراطورية؟!
نحن جميعاً ينبغى أن نكون جنوداً فى حرب الوجود ضد هذه المؤامرة.. وإلا فعلينا أن نرضى أن يصبح أبناؤنا «عبيداً» فى بلاط «ملالى إيران».. وبناتنا سبايا لـ«عبدالملك الحوثى» وميليشياته.. فهل ارتضينا ذاك يوماً؟!.. اقرأوا تاريخ أجدادكم.. صفحات قليلة من كتاب الأمجاد.. ستدركون أنهم كسروا شوكة كل القوى الاستعمارية بالإيمان والإرادة والكرامة.. فكيف يأتى اليوم الذى يحكمنا ويسيطر علينا «حوثى من الجبل»!
إنها معركة الدفاع عن الأرض والعرض والدين.. وأنا مستعد لأن أكون فى مقدمة صفوف المقاتلين ضد «الإمبراطورية الفارسية» التى لن تقوم لها قائمة إلا على جثثنا جميعاً..!