بروفايل| "أبنود".. أرض القصب والنسيج وشعر "الخال"
شمس الصعيد الحارق، صنعت من أبنائها رجالًا يتحملون الصعاب، وطبيعة أرضها الخشنة جعلتهم يتغلبون على القسوة، إلا أن العمل فى زراعة الأراضى وضعت بصمتها الحانية داخل قلوب سكانها، لمجاورتها جنوب نهر النيل.
1749 فدانًا موزعة بين أهالى البلدة بنسب مختلفة، ولّدت حكايات وحفلات سمر لا تنتهي بمركز أبنود في محافظة قنا.. حيث ولد وعاش وكبر عبد الرحمن الأبنودى، قبل أن توافيه المنية، اليوم، عن عمر ناهز 76 عامًا، في مجمع الجلاء التابع للقوات المسلحة، بعد تدهور حالته الصحية.
"مدينة الأحياء" أو "كيتو بوليس".. هو الاسم القديم لمحافظة قنا، وتبلغ مساحتها 5101.65 كيلو متر مربع تقريبا، فيما تشتهر بزراعة قصب السكر والموز والطماطم، وصناعة الغزل والفخار، وتتبعها قرية أبنود، مسقط رأس الأبنودي، مركز قنا، حيث تمتد حدودها بين قرية الأشراف شمالًا والكلاحين جنوبًا، بينما تجاورها قرية كرم عمران من الشرق، ونهر النيل من الغرب.
29 ألف نسمة، هو عدد سكان أبنود، التي تضم 18 مسجدًا وكنيسة واحدة، وعددًا قليلًا من المدارس، يتبع بعضها التعليم الأزهري للمراحل الثلاث، ما يجعل بها عدد لا بأس به من المتعلمين الذين أتموا تعليمهم الجامعى، بجانب آخرين حصلوا على الدبلوم كمؤهل متوسط للعمل في الزراعة، الذي يعدّ مجال العمل الأول لديهم، لوجود مساحة تسمح بذلك تصل إلى 1749 فدانًا، حيث تسيطر بها زراعة القمح كمحصول رئيسى، ما جعل الطابع الريفي، هو السائد على شوارع القرية ومبانيها، التي مازال بعضها بالطوب الأحمر، فلا تتجاوز ارتفاعها الثلاث طوابق، بينما يظهر الطابع المتمدن على أجزاءًا أخرى
ينتمى الأبنودى بالنسب إلى عائلة "التروسة"، وهى واحدة من كبرى عائلات المحافظة، يرجع الفضل فى تسميتها بهذا الاسم إلى جدها الكبير الذى يروى عنه أنه تسابق مع رفاق له فى القرية على حمل ترس الساقية العملاق الذى فشل الجميع فى حمله واستطاع وحده أن يرفعه فأطلقوا عليه "أبو ترس" أو"الترس".
وعلى الرغم من كونها واحدة من أهم القرى بقنا، إلا أن أهاليها يعانون من عدم إنشاء مزلقان سكة حديد يربط شرق القرية بغربها، مما يعرض حياة الأهالى للخطر يوميًا، وخصومات استمرت لشهورًا، أصيب فيها العشرات وحطم خلالها عدد كبير من المنازل بين أبناء قريتي أبنود والسواحلية جنوب قنا برعاية أمانة حزب الحرية والعدالة بقنا.
أوردها الأبنودي في عدد من كتاباته، من بينها "بلدنا بلد رجالة، مبنخافش الموت"، و"إلى طفلتى آية ونور.. لتعرفا أن لهما قرية وهبتنى ما لم تهبه قرية لابن، وأهلا حشوا صدرى بكلماتهم التى جعلت منى شيئا.. لقد تغير الزمن، أخشى إذا كبرتا وذهبتا إلى أبنود ألا تجدا شيئاً مما كتبت.. سيكون كل من عاشرتهم رحلوا مثلى، بعد أن تغيرت البيوت والدروب والقيم".