ملحدون يجمعون توكيلات تأسيس "الحزب العلمانى المصرى"
حصلت «الوطن» على تفاصيل بدء إجراءات تأسيس حزب سياسى يحمل اسم «الحزب العلمانى المصرى»، يضم العلمانيين واللادينيين والمفكرين الليبراليين، يدعون من خلاله لحرية العقيدة والإلحاد على حد سواء، وإلغاء الهوية الإسلامية لمصر من الدستور.
ورصدت «الوطن»، من خلال المجموعات السرية الموجودة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، تحركات «الملحدين»، لتدشين الحزب ونشر أفكارهم، حيث بدأوا فى جمع التوكيلات اللازمة لتدشينه، تمهيداً لتقديمها إلى لجنة شئون الأحزاب لاعتماد الحزب رسمياً.
وكشف محمود عوض، أحد الملحدين المصريين التابعين لطائفة «الربوبى»، «إحدى طوائف الملحدين»، والمشارك فى تأسيس الحزب، لـ«الوطن»، عن أن مبادئ الحزب تتلخص فى المساواة بين كل الأديان والمعتقدات والدفاع عن حرية الاعتقاد والإلحاد، بدون تمييز على أساس معتقد أو جنس. وأوضح «عوض» أن هناك أربع طوائف للإلحاد فى مصر، فطائفة «الربوبى» تؤمن بوجود الله وليس بالأديان، كما أن هناك اللاأدريين وهم من لديهم بعض الشكوك فى وجود الله وعدم وجوده، مضيفاً أن هناك ملحداً «لااكتراثياً» وهو غير مهتم بمعرفة هل هناك إله أم لا، وهناك فئة الملحدين اللادينيين وهم ليسوا مؤمنين بإله أو بدين. فيما أشار هشام عوف، وكيل مؤسسى الحزب، عبر إحدى الجروبات السرية التى تضم عدداً من الشباب الملحدين، إلى أنهم بدأوا فى جمع التوكيلات منذ يومين لتدشين الحزب، مضيفاً أنهم يسعون إلى جمع أكثر من 5000 توكيل من مختلف المحافظات التى لا تقل عن 10 محافظات مختلفة بواقع 300 توكيل لكل محافظة. وأوضح «عوف» أنهم اختاروا اسم «حزب مصر العلمانى»، ليكون اسماً للحزب حتى يتم إقراره أو رفضه من لجنة شئون الأحزاب، ولفت إلى أن هدف الحزب الأساسى هو الوقوف وراء الدعوات التنويرية، والتصدى لتغول الأزهر وتحالفه مع السلفيين وتراجع الدولة أمامهم.
ونوه «عوف» إلى أن الحزب سيتبنى مفهوم العلمانية بشكل صريح، بخلاف بقية الأحزاب التى تخشى من إعلان ذلك أمام المجتمع. وتابع: «سيركز الحزب فى الفترة الأولى بعد تأسيسه على الجانب الفكرى والإعلامى بغرض تعريف الناس بالعلمانية ضد كل الدعاية السيئة التى ألصقت بها من جانب الإسلاميين، وسيوجه دعواته فى الجامعات والنقابات والمحافظات المختلفة»، مشيراً إلى أنه ليس هدف الحزب فى المرحلة الأولى أن يكون حزب أغلبية ولكن حزب أقلية مؤثرة.[FirstQuote]
وأكد «عوف» أن الحزب سيطالب بتعديل الدستور بحذف المادتين الثانية والثالثة، الخاصتين بالهوية الإسلامية للدولة، واعتماد دستور حداثى قائم على المواطنة، وإلغاء الأحزاب الدينية وتقليص دور الأزهر فى الحياة السياسية ووصايته على الفكر والفن والإعلام، والمطالبة بحق الزواج المدنى للمسلمين والمسيحيين إلى جانب الزواج الدينى أو الكنسى.
يذكر أن المادة الثانية من الدستور تنص على أن: «الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع». وأوضح «عوف» أن الحزب سيدعو إلى أن العلمانية هى نظام سياسى يتعامل مع المواطن بدون تحفظات خاصة بالديانة، كما أنه سيعتمد التوجه الليبرالى وسيركز بشكل كبير على قضايا المواطنة، وقضايا أخرى مثل قوانين مدنية للزواج والمواريث والأحوال الشخصية وإلغاء خانة الديانة من الرقم القومى وإلغاء قوانين ازدراء الأديان، وفى الوقت نفسه سندعم حرية الإبداع والفن.
وأضاف «عوف» أن الحزب ستكون هويته مصرية فى البداية مع التعاون مع الدول العربية، وسنعتمد التوجه العلمانى الليبرالى وليس اليسارى، مشيراً إلى أن أصحاب المبادرة يعلمون صعوبة تمرير مطالبهم وأنها ستحدث ضجة كبرى، مؤكداً أنهم سيحاربون من أجل مطالبهم وتنفيذها ولكن المعركة الحقيقية فى الوقت الحالى هى المطالبة بحظر الأحزاب الدينية طبقاً للدستور، واحترام حرية الإبداع والإعلام والفكر، وبالتالى الوقوف ضد تغول الأزهر والسلفيين.
وتابع «عوف»: «إن هذا التوقيت هو الأنسب لتأسيس الحزب خاصة فى ظل وجود خلافات بين الأزهر والسلفيين من جهة وآخرين مثل إسلام بحيرى وإبراهيم عيسى من جهة أخرى»، داعياً أصحاب المبادرة لعدم الدخول فى معارك جانبية فى قضايا الحريات وحقوق الإنسان فى المرحلة الأولى، ويركزون على دعم الدولة فى حربها على الإرهاب، مؤكداً أنه ليس من الضرورى أن يكون رئيس الجمهورية علمانياً أو تنويرياً أو غيره.
يذكر أن مرصد الفتاوى التكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، قد أصدر تقريراً رسمياً عن أعداد الملحدين فى مصر فى شهر ديسمبر من العام الماضى، انتهى إلى أن أعدادهم وصلت إلى 866 ملحداً. وأوضح التقرير أن مصر تحتل المرتبة الأولى عربياً من حيث عدد الملحدين، تليها المغرب بـ325، ثم تونس بـ320، وتذيلت اليمن القائمة بـ32 ملحداً، الأمر الذى اعتبرته دار الإفتاء تطوراً يدق ناقوس الخطر.
بينما شككت صحيفة «جارديان»، فى دقة عدد الملحدين فى مصر، وأكدت أن هناك دراسة لمعهد جالوب عن الملحدين فى مصر فى عام 2012، تؤكد أن 70% فقط من المصريين هم المنتمون للديانات وأن نسبة الـ30% الباقية من اللادينيين.
فى المقابل كشفت دراسة أمريكية صادرة عن مؤسسة «بورسن مارستلير» بنيويورك أن عدد الملحدين فى مصر وصل إلى 3% من عدد السكان، أى أكثر من مليونى ملحد، وفقاً لاستطلاع أجرته جامعة إيسترن ميتشيغان الأمريكية، وذلك بعد ثورة 25 يناير 2011.