"داعش" يجبر الأسر في ليبيا على زواج عناصره من بناتهم مقابل الحماية
في ظل تناحر الفصائل المسلحة في ليبيا استطاع تنظيم داعش الإرهابي التغلغل في ليبيا، البلد الذي تغيب فيه سلطات دولة موحدة، وخاصة في مدينة درنة الليبية، التي تعتبر معقل التنظيم المتطرف، وأصبح التنظيم يفرض أسلوب حياته وسلوكياته المتطرفة والمتشددة على سكان المدينة.
ووسط غياب كامل للسلطات الليبية الرسمية التي ما زالت عاجزة عن إعادة بناء الدولة، منذ قيام الثورة عام 2011، اضطرت الأسر في مدينة درنة الليبية أن تمنح بناتها زوجات لعناصر تنظيم داعش المسلح الذي يسيطر على المدينة برمتها مقابل الحماية.
وقالت صحيفة "التايمز" الأمريكية إن في عام 2013 سجَّل الأطباء حالة واحدة لزواج القُصَّر كل ثلاثة أسابيع، ولكن منذ انتشار المقاتلين الأجانب في مدينة درنة وإعلان الجهاديين الولاء لتنظيم "داعش" المتطرف، تضاعفت الأعداد إلى 15 حالة.
وقال أحد أطباء المدينة إن مسلحي تنظيم "داعش" في مدينة درنة الليبية يجبرون فتيات صغيرات، بعضهن في الثانية عشرة، على الزواج مقابل توفير الحماية لأسرهن.
وتقول أسماء سعيد، الناشطة بمجال حقوق المرأة في ليبيا، إن هذه المشكلة بدأت عندما استولت الجماعات الجهادية على المدينة عام 2013 واختفى الجيش والشرطة والمحاكم.
وأضافت أنها تقوم بجمع المعلومات والبيانات في السر من فريق من الأطباء والناشطين في درنة ووفقًا للمعلومات التي جمعتها، شهدت المدينة ارتفاعًا كبيرًا في زواج القصَّر والإجهاض وموت الأجنة والأمراض التناسلية.
وتابعت "أسماء" قائلة إن الكثير من المراكز الصحية في درنة يسيطر عليها تنظيم "داعش"، ما جعل معرفة الحجم الكامل للمشكلة مستحيلًا، مشيرة إلى أن أصغر حالة تم تسجيلها كانت لفتاة في الثانية عشرة تعرَّضت للجماع مرارًا من زوجها الجهادي وفقدت حملها، وأوضحت أن الأعضاء التناسلية للفتاة تعرضت لأضرار بالغة ولا يمكنها أن تحمل بعد ذلك كما أنها أصيبت بالاكتئاب المزمن.
ومن جانب آخر، قال عبد الرحمن ناشط في مدينة درنة، والذي رفض ذكر اسمه بالكامل، إن الأسر تزوِّج بناتها للجهاديين للحصول على الحماية والقوة.
وأضاف قائلًا: "تلاحظ تغيرًا في مكانة الأسر قبل تزويج بناتهن للجهاديين كانوا يختبئون ولكن بعده أصبحوا يتنقلون في المدينة في يسر، ويحصل بعضهم على سيارات ومنازل فارهة".