"صابر": لو عاد بى الزمن سأقول نفس الكلام
قال المستشار محفوظ صابر، وزير العدل المُستقيل، إنه تقدم باستقالته «خوفاً على مصر من الانشقاق الوطنى»، مؤكداً أنه يرفض التعليق على ما ورد فى بيان مجلس الوزراء بأن تصريحاته «زلة لسان»، قائلاً «متمسك بحديثى السابق.. وما يحدث فى القضاء يحدث فى الجيش والشرطة».
وأضاف «صابر» فى حوار لـ«الوطن»، أن الإعلام اقتطع الإجابة عن تعيين أبناء «عمال النظافة» من سياقها وأخرجها وكأنه يتعمد الإساءة لأبناء المهن البسيطة.
■ بداية، هل ما زلت متمسكاً بأن تصريحاتك حول أبناء عمال النظافة اقتطعت من سياقها؟
- بالفعل أرى أن الكلام الذى قلته اقتطع من سياقه وأصله، وظهر بشكل كأننى أتعمد الإساءة لأبناء المهن البسيطة، فلم أتعمد أبداً إهانة أبناء عمال النظافة أو أى مهنة أخرى، وهؤلاء مواطنون شرفاء يقومون بواجبهم على أكمل وجه ونشكرهم ونقدرهم دائماً، وأقول لهم «أنا معاكو فى أى وقت».
■ وما تعليقك حول ما ورد فى بيان مجلس الوزراء بأنك اعترفت للمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بأن تصريحاتك «زلة لسان»؟
- لن أعلق على ما ورد فى بيان مجلس الوزراء، ولكنى حينما اجتمعت مع رئيس الوزراء شرحت له وجهة نظرى، وأنى متمسك بموقفى ومقتنع به وأن تصريحاتى الأساسية والأصلية والتى لم يقتطع منها لم أقصد فيها الإساءة لأى فرد، وما ذكرته عن رفض تعيينات أبناء عمال النظافة واقع فى القضاء والشرطة والجيش.
■ ولكن برغم اقتناعك، قررت التقدم بالاستقالة، لماذا؟
- أنا توليت المنصب فى البداية من أجل مصر، واستقلت أيضاً من أجل مصر، فأنا لا أقبل بشق صف البلاد فى هذه الأوقات الحرجة من عمر الوطن، ففضلت تقديم الاستقالة، «الناس كانت عايزانى أقدم استقالتى.. فنفذت رغبة الناس».
■ لكن هناك بعض الأنباء تتحدث عن تعرضك لضغوط لتقديم استقالتك؟
- لم يحدث، وأتحدى أى شخص يخرج ليقول إنهم قالوا لى قدم استقالتك، والدليل أنى كنت فى اجتماع مع رئيس الوزراء عصر الاثنين، وتحدثنا فى الأمر، وحينما عدت لمنزلى «فكرت واستقررت» على تقديم الاستقالة بقرار شخصى، وهاتفت رئيس الوزراء ووقتها كان قد غادر البلاد متجهاً إلى فرنسا.
■ هل قدمت لرئيس الوزراء أى مُرشحين لتولى حقيبة العدل خلفاً لك؟
- لا، لم أرشح أحداً «عشان محدش يتحسب عليّا»، وأتمنى التوفيق للحكومة وللقيادة السياسية فى الفترة المقبلة.
■ مجلس القضاء الأعلى خرج فى بيان رسمى الاثنين قبل استقالتك، وقال إنه مختص بتعيين معاونى النيابة العامة وإنه يلتزم بالمساواة بين المتقدمين جميعاً دون تمييز، عكس تصريحاتك التى جاءت مخالفة للدستور؟
- لم أخالف الدستور فى شىء، هناك قواعد موضوعة ومعروفة منذ القدم، عند اختيار من يشتغلون بالقضاء، والتى تحدثت فيها «وكلامى ماعجبش الرأى العام»، كما أنه من حق الجهة التى تقوم بالتعيين وضع الشروط اللازمة للتعيين، وكما قلت سابقاً كنت من الممكن أن أخرج فى الحوار التليفزيونى وأقول إنى غير مختص بالتعيين ومجلس القضاء هو المسئول، لكنى كنت صريحاً كعادتى فى جميع المواقف التى مرت علىّ طوال مسيرتى فى القضاء.
■ هناك عدد من البلاغات قدمت ضد شخصك للنائب العام بتهمة تكدير السلم العام، ما تعليقك عليها؟
- اللى يقدم يقدم.. لن أمنعهم، ولكن أؤكد أنى ما زلت متمسكاً بتصريحاتى.
■ وماذا عن خطوتك المستقبلية، هل ستعود لمنصة القضاء؟
- أحتاج أولاً فترة للراحة، فأنا بالأساس عدت للعمل بالوزارة بعد وعكة صحية كبيرة، بعدها ربما أعود للمنصة، وفى كل الأحوال سأخدم البلد من أى موقع.
■ لو عاد بك الزمن مجدداً، وتعرضت لنفس السؤال، هل ستجيب عنه؟
- سأجيب عنه، بنفس الإجابة «لا زيادة ولا نقصان»، لن أتخلى عن صراحتى فى أى وقت.